بعد أن أنهى الأزرق منافساته في تصفيات مونديال 2026، طالب مدربون سابقون وحاليون بضرورة تطوير منظومة كرة القدم، والاستمرار في ضخ دماء جديدة للمنتخب، وبينما انتقد بعضهم المدرب الأرجنتيني بيتزي التمس آخرون العذر له.
يصل وفد الأزرق فجر اليوم الخميس إلى البلاد، بعد أن اختتم مهمته في منافسات المجموعة الثانية، من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، بالخسارة أمام كوريا الجنوبية بنتيجة 0 - 4، ليتذيل الفريق جدول الترتيب برصيد 5 نقاط، علماً أن المنتخب الفلسطيني صاحب المركز الخامس حصد ضعف عدد هذه النقاط.
ومن المقرر، أن يعود لاعبو الكويت والعربي إلى نادييهم، من أجل الانخراط في الاستعدادات لنهائي كأس سمو الأمير، المقرر لها 16 الجاري، على استاد جابر الأحمد الدولي.
«الجريدة» استطلعت آراء عدد من المدربين السابقين والحاليين حول نتائج الأزرق في التصفيات، وأداء المدرب الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي منذ توليه المهمة في أغسطس الماضي، التي انتهت بالفعل، مع بدء البحث عن مدرب جديد لقيادة الفريق أمام منتخب موريتانيا في الدور التمهيدي لبطولة كأس العرب في قطر... وفيما يلي التفاصيل:
صالح العصفور: الأزرق كان الأسوأ في كل شيء!
نتائج هزيلة
بداية، قال مدرب الأزرق والسالمية السابق صالح العصفور، إن النتائج الهزيلة التي حققها الأزرق في منافسات المجموعة الثانية تعبر عن المستوى السيئ الذي ظهر عليه المنتخب في هذه التصفيات، مضيفاً: للأسف الشديد كان في الإمكان أفضل مما كان، لكن الارقام لا تكذب ولا تتجمل، فالفريق كان الأسوأ في كل شيء!
مدرب الأزرق والسالمية السابق صالح العصفور
ولفت العصفور إلى أن مستوى ونتائج الأزرق ليسا وليدي اليوم أو حتى الأمس، فالكرة الكويتية تحصد نتائج إيقافها أكثر من مرة ولفترات طويلة، مشدداً على أن بيتزي فشل على غرار البرتغالي بينتو والكرواتي جوزاك والإسباني كاراسكو بسبب سوء الاختيار، فالأزرق يحتاج للأفضل، ويحتاج لمدرب قادر على بناء فريق يتكون من لاعبين شباب، على أن يكون لدى هذا المدرب الشغف في تحقيق الإنجازات. وتابع: «للأسف الشديد، الآمال كانت معقودة على التواجد في المركز الرابع من أجل المشاركة في المُلحق، لكن المركز الأخير مجرد واقع ليس إلا»!
راشد بديح: المنتخب بلا لاعبين يصنعون الفارق
الأدوات المتاحة
بدوره، اختلف مدرب القادسية السابق راشد بديح مع العصفور فيما يخص الحديث عن بيتزي، موضحاً أن المدرب لم يملك إلا تلك الأدوات، وهذا هو مستوى لاعبيه، فالمنتخب بلا لاعبين قادرين على صنع الفارق من المنافسين.
وشدد بديح على أن أزمة الكرة الكويتية كبيرة جداً، وتحتاج إلى أساليب وطرق غير تقليدية لتطويرها، والحل يكمن في الاعتماد على المراحل السنية المختلفة، إضافة إلى عدم المجاملة على حساب الأزرق، واختيار اللاعب الأفضل دائماً، مشدداً على أن الأمر ليس «كوتة» بمعنى عمل توازنات بين الأندية في الاختيارات.
مدرب القادسية السابق راشد بديح
وأكد أن الأزرق وصل لمستوى المنتخبات الصغيرة في قارة آسيا ومنها بوتان وبنغلادش ونيبال وغيرها، والكرة الآن باتت في ملعب مجلس إدارة الاتحاد الحالي الذي يتعين عليه إنقاذ ما يمكن إنقاذه، مع الوضع في الاعتبار التطوير الشامل من أجل صناعة منتخب قوي قادر على المنافسة لمدة 10 سنوات.
وأشار بديح إلى أن مجلس إدارة الاتحاد السابق وضع لوائح للدوري الممتاز كبلته، وجعلته غير قادر على إفراز لاعبين أكفاء للأزرق.
ماهر الشمري: المركز الأخير لا يليق بتاريخ الأزرق
ألغاز بيتزي
من جهته، قال مدرب المنتخب الأولمبي والتضامن والجهراء السابق ماهر الشمري إن النتائج سيئة جداً، والمركز الأخير غير لائق بتاريخ الأزرق، لكنه للأسف الشديد يتماشى مع الواقع، وما آلت إليه الكرة الكويتية بعد أن كان يُضرب بها أروع الأمثلة في التطور والنتائج والمستويات.
وبين الشمري أن الأزرق فرّط في العديد من الفرص لتحقيق انتصارات كانت في المتناول، منها التفريط في فوز أمام المنتخب الفلسطيني في الدقيقة الأخيرة، وكذلك أمام منتخب العراق في البصرة، فليس من الطبيعي أن يفقد الأزرق نقطتين بعد تقدمه حتى الوقت الإضافي بهدفين دون رد، وهذا أمر يتحمل مسؤوليته المدرب فقط.
مدرب المنتخب الأولمبي والتضامن والجهراء السابق ماهر الشمري
وقال: «مايؤخذ على بيتزي هو استدعاء لاعب مثل فواز المبيلش والدفع به أساسياً، وهو لاعب جيد، لكن لم يتم استدعاؤه مرة أخرى، كما أنه في حال إصابة لاعب ويتم استدعاء بديل له يشارك الأخير في التشكيل الأساسي، حتى في حال عدم جاهزيته، وكل هذه ألغاز تحتاج إلى تفسير من المدرب».
وأشار إلى أن حتى جمهور الكويت الذواق والعاشق لكرة القدم، أصبح يرضى بالخسائر بل ويمني النفس بأن تكون الخسارة بعدد قليل من الأهداف، وبأقل المستويات، مطالباً الجماهير بالعودة إلى دورها في توجيه الانتقاد من المدرجات، والدعم والمساندة الفعالية في حال قدم اللاعبون مستوى جيداً.
محمد دهيليس: بيتزي فعل كل ما في وسعه!
ضخ دماء جديدة
أما مدرب السالمية وكاظمة والجهراء السابق محمد دهيليس فقد التمس العذر لبيتزي، مؤكداً أن المدرب فعل كل ما في وسعه من أجل تطوير الفريق، كما أنه اعتمد على عدد من اللاعبين أصحاب الأعمار السنية الصغيرة الذين ينتظرهم مستقبل جيد مثل يوسف ماجد ومعاذ الأصيمع وجاسم المطر وأخيراً طلال القيسي، مع الوضع في الاعتبار أن النتائج سيئة جداً.
مدرب السالمية وكاظمة والجهراء السابق محمد دهيليس
وشدد دهيليس على أن الكرة الكويتية في حاجة ماسة لبطولة قوية للدوري تفرز لاعبين على مستوى عالٍ، إلى جانب إنشاء ملاعب جديدة، فضلاً عن زيادة الأندية المشاركة في الدوري بدرجتيه الممتازة والأولى، إلى جانب العمل على تطوير الأجهزة الإدارية.
وطالب بتجنيس اللاعبين الذين يشاركون مع المنتخب من أجل توفير عامل الاستقرار لهم، كما أنه لابد من ضخ دماء جديدة للمنتخب في الفترة المقبلة، بالاعتماد على اللاعبين أصحاب الأعمار السنية الصغيرة، والذين يمتلكون مواهب ومهارات حقيقية، بعيداً عن المجاملات.
0 تعليق