"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان وتداعياته على غزة - الكويت الاخباري

 

كتب محمد الجمل:


يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مع تصاعد كبير في المجازر، واشتداد الحصار، وزيادة المعاناة والجوع والمرض، واستمرار السيطرة على مناطق واسعة من القطاع، منها محافظة رفح.
"الأيام" رصدت مشاهد جديدة من العدوان والمعاناة، منها مشهد يرصد تصاعد المجازر المُروّعة في قطاع غزة، ومشهد آخر تحت عنوان: "من نزوح إلى نزوح"، ومشهد ثالث جاء تحت عنوان: "المُسيّرات تصطاد جامعي الحطب".

 

مجازر مروّعة
يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بوتيرة متصاعدة وعنيفة منذ الثامن عشر من شهر آذار الماضي، متسبباً بمجازر يومية، وصل بعضها إلى حد تدمير مربعات سكنية على رؤوس مَن فيها، كما حدث، مؤخراً، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
فلا يكاد يمرّ يوم دون وقوع سلسلة من المجازر البشعة والمروعة، إما عبر قصف خيام مكتظة بالنازحين، أو منازل مأهولة، وكذلك استهداف مركبات مأهولة، وحتى مارة في الشوارع.
وخلّفت المجازر المذكورة عدداً كبيراً من الضحايا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وتسببت باكتظاظ المشافي المُنهكة بالجرحى، وسط مناشدات للتبرع بالدم، من أجل إنقاذ حياة المصابين.
وذكر مواطنون أن المجازر الإسرائيلية تُعتبر الأكبر التي يشهدها قطاع غزة منذ الأشهر الستة الأولى من العدوان، وأن الاحتلال يتعمد، خلال الفترة الحالية، استهداف المنازل الأكثر اكتظاظاً، إضافة إلى استهداف خيام مكتظة بالنازحين، وهذا يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا.
يقول المواطن إبراهيم حماد، الذي نزح، مؤخراً، من مدينة غزة باتجاه جنوب القطاع، إن ما يحدث في القطاع يعتبر أمراً مروعاً، فأرواح المواطنين لم تعد لها قيمة لدى الاحتلال.
وأشار حماد إلى أنه فرّ من حي الشجاعية شرق مدينة غزة لهول ما شاهد هناك، فالقصف المدفعي لا يتوقف، والغارات الجوية تستهدف المنازل المأهولة، والمواطنون يموتون في بيوتهم دون أن يعرفوا لماذا يتم استهدافهم.
وأوضح أن الطائرات المُسيّرة تقتل المواطنين في الشوارع وفي المنازل، دون توقف، وأن المواطنين يهربون وينزحون ويُغيّرون أماكنهم وهم يثقون بأنه لا يوجد مكان آمن.
وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن شهادات لضباط وجنود من جيش الاحتلال ارتكبوا جرائم مروّعة في قطاع غزة خلال حرب الإبادة المستمرة، بما فيها قتل المدنيين، ومسح مناطق بأكملها، ضمن منافسة بين الوحدات المختلفة على التدمير.
ونشرت الصحيفة، شهادات قادة وجنود من فرقة غزة في جيش الاحتلال، أن 80% من المباني في "المنطقة العازلة" التي يبلغ عرضها نحو كيلومتر داخل قطاع غزة تم تدميرها، وقتل كل من اقترب منها.
وفيما يتعلق بتعليمات فتح النار، نقلت الصحيفة عن ضابط مدرعات قوله، إنه لا توجد تعليمات واضحة بهذا الشأن "فكل حركة لأشخاص تعتبر مشبوهة".
وأضاف الضابط، "هكذا قررنا.. اختر من تشاء وأطلق النار عليه، لا يوجد فرق بين مدنيين ومسلحين".

 

من نزوح إلى نزوح
تعيش غالبية العائلات في قطاع غزة رحلة عذاب متواصلة منذ نحو عام ونصف العام، تخللها الكثير من التنقل والنزوح من مكان إلى آخر.
فمنذ بداية العدوان، عاشت بعض العائلات تجارب النزوح مرات عديدة، وصلت لدى بعض العائلات إلى 10 مرات، خسرت العائلات خلالها الكثير من المال، وعانت مرارة التنقل، وبعضها خسرت أحبة خلال رحلات النزوح.
وأكد المواطن هشام طه، أنه عاش تجارب مريرة في رحلات النزوح المتكررة، والتي وصلت إلى 7 مرات حتى الآن، في كل مرة كان ينقل حاجياته وأغراضه بوساطة مركبة نقل أو شاحنة، ويتكفل بدفع مبلغ يتراوح بين 400 و700 شيكل، عدا تفكيك الخيام، ونقل الأغراض وإعادة نصب الخيام من جديد.
وأشار إلى أنه في المرة قبل الأخيرة، فكك خيمته من مواصي خان يونس، واتجه إلى منزله شرق خان يونس، وظن أنها آخر مرة يتنقل فيها، على اعتبار أنه كان يعتقد بانتهاء الحرب، لكنه صُدم بعد تجدد العدوان بصدور أوامر نزوح جديدة، انتقل بموجبها إلى مواصي خان يونس من جديد.
وبيّن أنه ومنذ نزوحه يعيش أوضاعاً صعبة، فلم يتبق لديه مال، ويحتاج إلى خيمة أخرى، ودعامات خشبية، و"شوادر"، ولا يستطيع توفيرها، وأن هناك حالة جوع كبيرة، وأزمات متتالية.
وأعرب عن خشيته من تكرار تجارب النزوح في المستقبل، خاصة في ظل تصاعد العدوان، والتضييق المستمر على المواطنين.
من جهته، قال المواطن إبراهيم شاكر، إنه نزح 8 مرات حتى الآن، وفي كل مرة كان يتكفل بدفع بين 1000 و2000 شيكل كأجرة نقل، وشراء مستلزمات جديدة لتجهيز خيمته، حتى تُصبح جيدة ويمكن العيش فيها.
وأوضح أن معاناة النزوح لا تقتصر على كثرة المصاريف، والتعب والإنهاك، بل يتعدى الأمر ذلك، حتى وصل إلى التأثير على نفسياتهم، وفي آخر مرة، قرر عدم النزوح، لكن الخطر الشديد وخوفه على حياة أفراد أسرته أجبراه على ذلك.
وشدد شاكر على أنه سئم ومل من كثرة المصاريف، والمعاناة، ويتمنى أن ينتهي هذا الكابوس.
وكانت مؤسسات إغاثية وأممية، أكدت أن نحو 1.9 مليون مواطن عاشوا تجارب النزوح المريرة في قطاع غزة منذ بداية العدوان، وبعض العائلات نزحت مرات مُتكررة.

 

المُسيّرات تصطاد جامعي الحطب
لم يكتفِ الاحتلال بفرض حصار مُطبق على قطاع غزة، أُجبر بموجبه المواطنون على البحث عن بدائل للوقود، إذ تعمد جيش الاحتلال استهداف جامعي الحطب، الذين يحاولون توفير الوقود لعائلاتهم، في ظل انعدام غاز الطهي.
وتعتبر المناطق الزراعية، التي جفت بسبب العدوان، مكاناً لجذب عشرات المواطنين، الذين يعملون على جمع الحطب، لاستخدامه كوقود، لكن مُسيّرات الاحتلال تُواصل قصفهم، ويسقط في صفوفهم شهداء وجرحى بشكل يومي، خاصة في مناطق مجرى وادي غزة، وبعض المناطق شمال وشرق خان يونس.
ووفق مصادر مطلعة، فإن غلاء الحطب والخشب، ووجود كميات من بقايا الأشجار في بعض المناطق، جعلا السكان القريبين من تلك المناطق، يُحاولون الوصول إليها، لجمع أغصان الأشجار الجافة، وبقايا الأعشاب التي نمت في وقت سابق.
وقال المواطن محمود حرب، إنه وعائلته نزحوا إلى بلدة القرارة شمال شرقي خان يونس، ولا تتوفر لديهم أي كميات من غاز الطهي، ويضطر هو وشقيقه للتحرك في محيط بعض المناطق الزراعية لجمع الحطب والخشب، أو قطع النايلون، وأي شيء قابل للاشتعال، حتى تُجهز والدته الخبز، وتطهو لهم الطعام، لكنه أوضح أن رحلتهم اليومية محفوفة بالمخاطر، والمُسيّرات تواصل استهداف جامعي الحطب، وقد استشهد العديد منهم، بينما سبق ونجا وشقيقه بعد أن أسقطت طائرة مُسيرة قنبلة باتجاههما، لكنهما فرا ولم يُصابا بأذى، ورغم ذلك عادا للبحث عن الحطب من جديد، لعدم توفر بديل، أو حتى مال ليشتروا به الحطب.
وبيّن أن العديد من الفتية والأطفال ينتشرون في مناطق واسعة من قطاع غزة، بحثاً عن الحطب، ويتم استهدافهم بشكل مُستمر، ويسقط منهم ضحايا، موضحاً أن الاحتلال حرم سكان القطاع من الغاز، وجميع مشتقات الوقود، ويستهدف مَن يحاولون البحث عن الحطب، فهو لا يريد للمواطنين أن يسيّروا أمور حياتهم ولو بالحد الأدنى.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أصدر سابقاً أكثر من بيان وتصريح، تحدث من خلاله عن استهداف جامعي الحطب، سواء في فترة التهدئة أو ما بعدها، لا سيما في محيط مجرى وادي غزة الجاف، وما يُشكّله ذلك من جرائم وانتهاك للقانون الدولي.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اعتقال 16400 مواطن منذ بداية العدوان بينهم 1300 طفل - الكويت الاخباري
التالى "الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان وتداعياته على غزة - الكويت الاخباري