نستكمل مقالتنا
Stunts (1990)
جاءت هذه اللعبة وكأنها مستوحاة من Hard Drivin’ إلى حد لا يمكن تجاهله، بل يمكن القول إن Stunts أخذت من تلك اللعبة أكثر بكثير من مجرد الإلهام.
ولم تكتفِ بتكرار الأفكار، بل تجاوزت ذلك إلى ضم مجموعة كاملة من سيارات Lamborghini وPorsche وAudi غير المرخصة، وكأن فكرة حقوق النشر في أوائل التسعينيات كانت أمرًا اختياريًا لا أكثر.

ورغم هذا، نجحت Stunts في تحسين الصيغة الأصلية بفضل محرر المسارات السهل والمرن، والذي كان السر في بقاء اللعبة حية لوقت طويل.
وإذا أردت تصميم حلبة مليئة باللفات الرأسية والقفزات المتكررة لدرجة أن التحدي لم يعد في الفوز بل في تجنّب الغثيان، فكان الأمر متروكًا لك تمامًا.
جاءت السباقات بصيغة مبارزة مباشرة ضد خصم واحد، تختاره بنفسك من قائمة تحمل أسماء مبتكرة مثل Skid Vicious وHelen Wheels، مع حرية اختيار سيارته والحلبة أيضًا.
لكن رغم كل هذا التخصيص، افتقرت اللعبة إلى البنية الواضحة، فلم يكن هناك طور بطولة، بل مجرد سباقات فردية وجداول أزمنة لأسرع لفات.
ورغم أن الرسومات قد تبدو بدائية اليوم، فإن اللعبة احتوت على محرك فيزيائي متقدم نسبيًا وقتها، قدّم انزلاقًا أماميًا وخلفيًا على أنواع متعددة من الأسطح.
كما منحتك ميزة استئناف السباق من أي نقطة في الإعادة، وهي فكرة سبقت أنظمة “الرجوع بالزمن” التي أصبحت شائعة لاحقًا في ألعاب مثل Forza وF1.
أما أغرب ما في اللعبة، فكان نظام الحماية من النسخ، والذي اشترط إدخال كلمة مفقودة من كتيّب التعليمات لبدء السباق.
وفي حال أخطأت، كانت اللعبة تسمح لك بالقيادة لأربع ثوانٍ فقط قبل أن تنفجر السيارة فورًا وتُخبرك أنك فشلت في تعطيل نظام الأمان.
Vette! (1989)
لو تم تقديم لعبة قيادة جديدة اليوم تحتوي على نسخة مفتوحة وكبيرة من مدينة سان فرانسيسكو، ومرور يجب تفاديه، ونظام أضرار واقعي يؤثر على أداء المحرك والتحكم، ومطاردات بوليسية، ومنظور داخلي يعرض لوحة القيادة بتفاصيل دقيقة، مع إمكانية اللعب الفردي والجماعي، فمن الطبيعي أن تسأل فورًا عن مكان الطلب المسبق.
لكن المدهش أن كل هذا كان موجودًا في لعبة Vette! عام 1989.. نعم، نفس العام الذي سقط فيه جدار برلين.
استحقت اللعبة بالفعل علامة التعجب في اسمها، لأنها كانت إنجازًا مذهلًا في وقتها.
ورغم أنها استخدمت رسومًا مسطحة متعددة الأضلاع مثل نظيرتها Hard Drivin’ التي صدرت في نفس العام، إلا أن طموحها كان أكبر بكثير.
رغم أن Corvette كانت محور اللعبة، فإن مدينة سان فرانسيسكو الرقمية هي البطل الحقيقي، إذ احتوت على شبكة طرق مستوحاة من الواقع ومعالم شهيرة مثل جسر Golden Gate.
وعند النظر إليها الآن، يبدو أن Vette! كانت تمهيدًا مبكرًا لما أصبح لاحقًا Grand Theft Auto، خاصة مع حرية التجول في مدينة مفتوحة ووجود خيار دهس المشاة في بيئة ثلاثية الأبعاد، وربما كانت الأولى في العالم التي قدّمت هذا الخيار.
ولحسن الحظ، يبدو أن الصحف في 1989 لم تكن تعرف أصلًا ما هي ألعاب الفيديو.
لكن صعود الرصيف لم يكن خيارًا جيدًا. أي قيادة عشوائية كانت كافية لجذب الشرطة، وعند الإمساك بك، قدمت اللعبة خيارًا مميزًا: قائمة أعذار لاستخدامها.
وتنوّعت هذه الأعذار بين “متأخر عن عيد ميلاد ابني”، و”أحتاج للذهاب إلى الحمام وبشدة”.
Screamer (1995)
إذا لم يكن مصروفك في 1995 يكفي لشراء جهاز Sony PlayStation أو Sega Saturn الجديد آنذاك، فنسخ ألعاب السباقات الأسطورية مثل Ridge Racer وDaytona USA كانت مجرد حلم بعيد المنال.
لكن إن كنت تمتلك حاسوبًا منزليًا بمعالج Pentium في غرفة المكتب، فقد كان هناك خيار ثالث: Screamer.
صحيح أن النظر إلى هذه اللعبة اليوم بعد مرور 25 عامًا يبدو وكأن عينيك تتعرضان لرش عنيف من البكسلات، لكن وقتها كانت تلك الرسومات الملساء والملونة بأشكال متعددة الأضلاع تمثل قمة ما يمكن أن يقدمه عالم الأركيد.
قدّمت اللعبة نفس السماء الزرقاء النقية، والانحناءات الواسعة، والجسر المعلق شبه الإلزامي الذي اعتدنا عليه في ألعاب الأركيد مثل Daytona، لكن الفارق أنها كانت تعمل على نفس الجهاز الذي أنجزت عليه واجب الجغرافيا.
جاءت السيارات داخل اللعبة بأسماء مثل Tiger وShadow وHammer، رغم أن أشكالها لم تكن تخفي تشابهها الكبير مع أيقونات تلك الحقبة مثل Ferrari F40 وLamborghini Diablo وBugatti EB110.
لكن يجب أن نتذكر أن هذه كانت سنوات الفوضى المجيدة في تطوير ألعاب السباقات، حيث كان “ترخيص المركبات” يعني فقط إغلاق الهاتف وتجاهل مكاتب المحاماة التابعة لشركات السيارات الكبرى.
أما أسلوب القيادة فكان يحاكي تجربة الأركيد بطريقته الخاصة: انجرافات عنيفة وتمايل متكرر، لكنه أدى الغرض تمامًا عندما كان الأمر يتعلّق بتجاوز المنافسين.
المشكلة الوحيدة أنك -بما أنها لعبة حاسوب- كنت على الأرجح تلعب باستخدام الأسهم المتلاصقة على لوحة المفاتيح، وانتهت بك الجلسات الطويلة بيد متصلبة في وضع غريب أشبه بمخلب مُنهك.
أما الإضافة الفريدة التي قدّمتها Screamer لهذا النوع من الألعاب، فكانت المعلّق الحماسي الزائد الذي أطلق عبارات عجيبة.
وإذا استطعت أن تحافظ على وجه جاد بينما هو يصرخ “Brake for the snake!”، فأنت بالتأكيد أكثر نضجًا منا.

لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.
0 تعليق