"إنّا باقون" لأوركسترا رام الله.. الموسيقى كفعل مقاومة وصمود! - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب يوسف الشايب:

 

تحت عنوان "إنّا باقون"، قدّمت "أوركسترا رام الله"، وتتبع جمعية الكمنجاتي الموسيقية، في قصر رام الله الثقافي، أمسية موسيقية غنائية ذات طابع وطني، جمعت بين سيمفونيّات موزارت، وكلمات محمود درويش، قبل يومين من ذكرى رحيله، وأشعار فلسطينية معاصرة لحنها الموسيقار خالد صدوق، والفنان محمد كحلة، بتوزيع موسيقي للفنان طارق إسكندر، مُشكّلين لوحة معزوفة تمزج القديم بالجديد، وكانت بمثابة صرخة بأننا "نحن هنا"، و"بالموسيقى نروي حكايتنا".
واعتلى خمسة وسبعون موسيقياً ومغنياً من فلسطين ودول العالم "الخشبة"، بينهم "الكمنجاتي" المُؤسس الفنان رمزي أبو رضوان.
وبقيادة الموسيقار الأميركي بيتر سولسكي، قدمت "أوركسترا رام الله"، أمام الجمهور الذي غصّت به قاعة قصر رام الله الثقافي، فعالية موسيقية مُقاوِمة تنتصر للكرامة الجمعية، كما الذاكرة، لجهة بث الأمل بمستقبل أفضل، رغم حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، وجرائم الاحتلال اليومية الرامية إلى ضم الضفة الغربية بما فيها القدس، فشكلت في تآلف المقطوعات، المتباينة زمكانياً، كما في تركيباتها الموسيقية، أكثر من رسالة في ذات الوقت، اختصرها عنوانها بـ"إنّا باقون".
وكانت البداية مع سيمفونية موزارت رقم (38)، وتُعرف أيضاً باسم "سيمفونية براغ"، حيث ألفها موزارت في العام 1786 وقدمها لأول مرة في براغ في 19 كانون الثاني 1787، وكان يتمتع، وقتذاك، بشعبية كبيرة في تلك المدينة، خاصة بعد النجاح الهائل الذي حققته أوبراه "زواج فيغارو" هناك، وتتميّز بأنها تتكون من ثلاث حركات فقط، على عكس السيمفونيات الكلاسيكية المعتادة التي تتكون من أربع حركات، لذا تُعتبر واحدة من أكثر أعمال موزارت نضجاً وتطوراً.
ومن الممكن إقامة جسر مجازي ما بين تجربة موزارت وإبداعاته وبين فلسطين ونضالات أهلها، عبر سيادة فكرة المنفى والحنين إلى الوطن، كما فكرة الإنسانية والعدالة في موسيقاه، وهي محاور أساسية في مسيرة النضال الفلسطينية التحرّرية، علاوة على اعتماده فكرة الفن كوسيلة للمقاومة، بالإضافة إلى كون عبقرية موزارت منحت صوتاً للأفكار التقدمية في عصره، بينما يستخدم الفنانون الفلسطينيون إبداعهم للحفاظ على روايتهم وثقافتهم وأملهم في مستقبل خالٍ من الاضطهاد، لقناعتهم بأن ما يقدّمونه ليس إلا شهادة على روحهم الصامدة.
وقدّمت الأوركسترا أغنيتيْن خاصّتيْن تحملان مضامين وطنية، أولهما قدّمها الفنانان جودت خوري وأحمد موسى عن كلمات ثائر ثابت، تحت عنوان "عالمراية"، والثانية قدمها الفنان عدي الخطيب عن كلمات علاء عبد العزيز، وكلتاهما من ألحان الفنان محمد كحلة، وتوزيع الفنان طارق إسكندر.
وبعدها كان الجمهور على موعد مع الأغنية التي يحمل العرض الموسيقي عنوانها، بصوت الفنانة جوسلين معروف، وهي من كلمات الشيخ رائد صلاح وألحان الموسيقار خالد صدوق.
وكان للشاعر الكبير محمود درويش حضور لافت، عبر الثلاثية الأخيرة في العرض الموسيقي لأوركسترا رام الله، كان أولها "في البال أغنية" من ألحان الفنان اللبناني مارسيل خليفة بصوت الفنان محمد الديك، فأغنية "تُنسى" من ألحان الفنان السوري سميح شقير بصوت الفنان جودت خوري، قبل أن تُختتم الأمسية بصوت الفنانة جوسلين معروف، مُقدّمةً الرائعة الدرويشية "فكّر بغيرك"، من ألحان مارسيل خليفة.
جدير بالذكر أن مقطوعات وأغنيات الأمسية، التي تواصلت على مدار ساعة وبضع دقائق، قُدّمت على خلفية صورة عملاقة تعود لقرابة قرن، تظهر أوركسترا من يافعين فلسطينيين بلباس ذلك الوقت العثماني، في القدس، ما يتألف ورسالة العرض، بأننا كنا على أرض لنا، و"إنّا باقون".

 

أخبار ذات صلة

0 تعليق