في مشهد صادم أثار جدلا واسعا، تداول مستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق ما قيل إنه لحظة قيام مسلحين دروز بسكب النار والأسيد على شاب عقب القبض عليه وأسره، مع مزاعم بأن الحادثة جرت خلال الاشتباكات الأخيرة في محافظة السويداء جنوبي سوريا.
المقطع، الذي جرى تداوله على نطاق واسع في "فيسبوك" و"إكس" مؤخرا، حمل أوصافا من قبيل "وحشية تفوق الخيال"، و"جريمة طائفية"، وترافق مع دعوات للإدانة والمحاسبة، وانتشرت نسخ منه عبر حسابات تحمل توجهات سياسية متباينة، مما زاد من حدة النقاشات والانقسامات في التعليقات.
التحقق من الفيديو
ورغم أن المشهد المصور يوحي للوهلة الأولى بأنه جزء من أحداث السويداء الأخيرة، فإن المراجعة التي أجراها فريق "الجزيرة تحقق" قادت إلى نتيجة مغايرة تماما.
فقد أظهر البحث العكسي باستخدام لقطات ثابتة من الفيديو أن المقطع قديم ويعود إلى عام 2018، حين جرى القبض على عناصر من تنظيم الدولة (داعش)، بعد هجوم دام للتنظيم على قرى ريف السويداء الشرقي في يوليو/تموز 2018، وهو الهجوم الذي خلف عشرات القتلى والجرحى من المدنيين وأشعل موجة غضب واسعة بين الأهالي.
إعادة نشر هذا المقطع القديم بعد سنوات من وقوعه، مع نسبه إلى أحداث حالية، يسلط الضوء على خطورة التلاعب بالمحتوى البصري في بيئات النزاع، حيث يسهل استثمار الصور والفيديوهات القديمة لإثارة المشاعر وتأجيج الانقسامات، وربما التأثير على مسار الأحداث.
ومنذ 19 يوليو/تموز الماضي، تشهد السويداء وقفا لإطلاق النار عقب اشتباكات مسلحة دامت نحو أسبوع بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، دخلت على إثرها قوات الأمن العام إلى المحافظة، حيث شن الجيش الإسرائيلي ضربات استهدفتهم بذريعة حماية الدروز.
إعلان
وتنتشر في السويداء مجموعات مسلحة درزية، تتبنى توجها مناهضا لحكومة دمشق، وترفض الاندماج ضمن مؤسسات الدولة السورية، كما تتهمها أطراف محلية بأنها تحظى بدعم إسرائيلي.
وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودا مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 بنظام بشار الأسد، وفراره إلى روسيا بعد 24 سنة في الحكم.
0 تعليق