"تراويد دير البلح".. لوحات من الدبكة تتكئ على تراث شفهي غنائي منسي - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب يوسف الشايب:


تاريخياً، استند معظم فرق الدبكة الشعبية الفلسطينية إلى تراث منطقة وسط وشمال فلسطين في إنتاج أعمالها الفنية، ولم تقدم معظم الفرق عروضاً فنية تستند إلى الأغاني الفلكلورية لقطاع غزة.
خلال السنوات الثلاثين الأخيرة، باتت الصورة النمطية لقطاع غزة تنحصر في كونها جغرافيا للحرب والدمار فحسب، وكمنطقة بلا تاريخ ثقافي وحضاري، رغم جذورها الضاربة في عمق التاريخ، وبخاصة مدينة دير البلح.
إلا أن فرقة سرية رام الله الأولى للرقص الشعبي، ومن خلال عرضها الأحدث "تراويد دير البلح"، والمقرر عرضه على خشبة قصر رام الله الثقافي، مساء الثالث من أيار المقبل، تسعى إلى إبراز الصورة الطبيعية والحقيقية لقطاع غزة بشكل عام ولمدينة دير البلح بشكل خاص، ذلك القطاع الساحلي الذي على شاطئه المتوسط تقع تلك المدينة التي تزخر بتراث غنائي يحاكي كرم أهلها وحبهم للحياة، والعديد من مظاهر احتفالاتهم الإنسانية، كالأعراس، والحصاد، والصيد.
وبالشراكة مع جمعية نوى للثقافة والفنون في دير البلح، تنتج فرقة سرية رام الله الأولى للرقص الشعبي هذا العرض الذي يحتوي على عشر رقصات لأغانٍ تراثية تم جمعها وأرشفتها من منطقة دير البلح وسط قطاع غزة.
باشرت "السرية" العمل على هذا العرض في العام 2021.. وقال خالد عليان، المدير التنفيذي لسرية رام الله الأولى، في حديث خاص: بدأ العمل على "تراويد دير البلح" بالتعاون مع جمعية نوى قبل أربعة أعوام، وسبق لها أن أصدرت ألبومين يوثقان الأغنيات التراثية لدير البلح، الأول بعنوان "دابا يا قلبي دابا"، والثاني بعنوان "ليوان"، اتكأت فيه على ما جمعته الباحثات من حاملات التراث في دير البلح، وكنّا اتفقنا على إصدار ألبوم ثالث بالشراكة مع "السرية"، لكن المشروع تعطّل لأسباب تتعلق بعدم توفر التمويل له، في حين مضينا قدماً في مشروع تنفيذ عرض راقص يتكئ على الدبكة الشعبية الفلسطينية على وقع أغنيات ألبومي الجمعية، بحيث يتم تنظيم عرضين أحدهما في رام الله والثاني في غزة، بذات النص والرؤية والإخراج والتصميم، مع تغيير الفرق المنفذة، وفي صيف 2023 بات العرض جاهزاً، وتم تنظيم بروفات له، بل تمت برمجة عروضه في شهر تشرين الثاني من العام، لكن حرب الإبادة اندلعت قبل الموعد المقرر سلفاً بشهر.
وبعد التركيز على الجهد الإغاثي لسرية رام الله الأولى، في الأشهر الأولى من حرب الإبادة، ولا تزال، تمت العودة للعمل على إعادة تكوين عرض "تراويد دير البلح"، بما لا يغفل الحرب المستمرة، وبما يكسر الصورة النمطية عن قطاع غزة، بما فيها دير البلح، وبما ينتصر للحياة والأمل، وهو ما يأتي انعكاساً لكلمات الأغنيات التراثية محور العمل، عبر لوحات يربط بينها راوٍ هو ممثل ومشارك في لوحات الرقص الشعبي أيضاً، بما يؤكد على فكرة الصمود رغم المآسي المتواصلة منذ عقود.
وشدد عليان على أهمية العرض في هذا الوقت تحديداً، ففي وقت يخطط فيه الاحتلال مدعوماً بقوى غربية لتهجير أهالي قطاع غزة، يأتي "تراويد دير البلح" للتأكيد على أنّ لأهل غزة جذوراً ضاربة في أرضهم المجبولة بالحضارة، والتاريخ، والحياة، مؤكداً على أن للثقافة والفنون، وخاصة في فلسطين، دوراً محورياً في عملية المقاومة، وتعزيز الصمود، خاصة في ظل حرب الإبادة التي من بينها حرب إبادة على الرواية الفلسطينية، وهذا دور تاريخي اضطلعت به المؤسسات الثقافية والفنية والفنانون الأفراد في مفاصل تاريخية محورية بالتاريخ الفلسطيني الحديث.
جدير بالذكر أن العرض، الذي يقدّم بالشراكة مع بلدية رام الله، بدعم من مؤسسة منى وباسم حشمة، ومؤسسة عبد المحسن القطان، من إخراج ودراماتورجيا الفنانة جورجينا عصفور، عن رقصات من تصميم كل من: جميل سحويل، ونضال عبدو، وخالد عليان، فيما شارك في التصميم أيضاً كل من: رياض خوري ونوار سالم، فيما يقدم الفنان فراس فرّاح دوراً تمثيلياً وراقصاً علاوة على دور الراوي، عن نصوص أعدها الشاعر خالد جمعة، في حين أن الأغاني من إنتاج جمعية نوى للثقافة والفنون، بينما كانت "جفرا" للإنتاج الغنائي منتجاً منفذاً لهذه الأغنيات، عبر الفنان سامر جرادات في إخراج الموسيقى، والفنان يعقوب حمودة في التوزيع، في حين كانت الأزياء من تصميم غصوب سرحان، والإضاءة لمعاذ الجعبة.
ويقدّم لوحات العرض، الذي أعدّ ملصقه الفنان عامر الشوملي، فنانات وفنانون يافعون وشباب، هم: فادية دعيبس، وميار كنعان، وهبة المصري، ولانا حميدان، وتولين ميادمة، وليانا معايعة، وبتول أبو داود، وزينة البندك، وسنا أبو زنيط، ولين امسيح، وسميرة هنديلة، ولور صوصو، وشربل الأصبح، وفراس البابا، وميشيل خوري، وقمر الأصبح، وغسان الإفرنجي، وسند أبو غوش، وحنا امسيح، وفارس خواجا، بتدريب جميل سحويل، ولينا حرامي، وخالد عليان.
وساهم في جمع الأغنيات التراثية، فريق بإشراف ريم أبو جبر، مديرة جمعية نوى للثقافة والفنون في دير البلح، وتكوّن من: أماني النجار، وروان أبو سلطان، ورولا أبو زايد، وعليان الفليت، وعلاء بشير، وآية البحيصي، ويوسف ديب، وشريف ديب، وعلي المصري، وعلام صرصور، وأسماء منسي، وزهير أبو لية، وهناء أبو زيدان، نقلاً عن "النساء حاملات التراث في دير البلح"، وهنّ كاملة أبو عيسى، وهانم أبو أسد، وفرحانة أبو سمرة، وغالية أبو قاسم، وجليلة الفليت، وسراري أبو عيسى، ويسرا بشير، وزهوة أبو قاسم، ومريم أبو هدبة، وسهيلة أبو سمرة، وزهية أبو طواحين، وسهيلة أبو صفر، وعطاف بشير، وسعدية أبو عبيد، وفريال أبو عيسى، ووداد نطط، وآمال طرابيش، وفرحانة أبو مصبح، وإنصاف أبو عيسى، وفاتن بشير، وسعدية أبو قينص، ومريم أبو عيسى، وعبلة أبو عيسى، وليلى الفليت، وداليا أبو سلطان، وصابرة صرصور.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق