تُظهر الكائنات الحية صفات مختلفة نتيجة "الانتقاء الطبيعي"، وتُعرف الصفات المفيدة منها بالتكيّفات التي تساعدها على البقاء والتكاثر.

ومن بين الحيوانات التي تمتلك تكيّفات فريدة، ظبي الجرنوق (Litocranius walleri)، وهو نوع نادر من الظباء يعيش في شرق إفريقيا، ويُمكنه العيش دون شرب الماء، حيث يكتفي بالحصول على حاجته المائية من أوراق الشجر.

يُظهر الجرنوق مجموعة من التكيّفات التي تمكّنه من البقاء في البيئات القاحلة، ومنها تجنّب المناطق التي تحتوي على مسطحات مائية لتفادي الحيوانات المفترسة وتقليل التنافس مع الحيوانات الأخرى.

وقد بيّنت إحدى الدراسات أن كثافة انتشار الجرنوق تزداد كلما ابتعد عن مصادر المياه الدائمة. كما أنه حتى في الأسر، لا يُقبل الجرنوق على شرب الماء.

ويُعزى ذلك إلى امتلاكه ممرات أنفية تقلل التبخر، وإنتاجه لبول عالي التركيز يحافظ على السوائل، بالإضافة إلى تفضيله أنواعًا من النباتات ذات محتوى مائي عالٍ مثل الأشجار المتساقطة الأوراق.

ويمتلك الجرنوق رقبة طويلة تُعد الأطول بين الحيوانات ذوات الأصابع المزدوجة مقارنة بحجم الجسم، ما يُمكّنه من الوصول إلى النباتات المرتفعة عبر الوقوف على رجليه الخلفيتين. وتُسهّل تكويناته العظمية والعضلية هذا التكيّف، إذ تسمح له بالانحناء الداخلي للعمود الفقري والوقوف لفترات طويلة.

ورغم هذه القدرات الفريدة، فإن الجرنوق مهدد بالانقراض نتيجة فقدان الموائل بسبب النمو السكاني والزحف العمراني.

وتُقدّر أعداده المتبقية بنحو 95 ألفًا، بعد انخفاضها بنسبة 25% خلال 14 عامًا. ويعيش 10% فقط منها في محميات.

وفي حال استمرار التراجع، فقد يُدرج الجرنوق قريبًا ضمن الأنواع "المُعرّضة للخطر" حسب تصنيف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

وتعمل منظمات الحفاظ على البيئة على حماية هذا النوع عبر تعزيز السياحة البيئية والتعاون مع الحكومات لحماية موائله.