قال وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر، في مقابلة إعلامية، إن الاحتلال ملتزم بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، لكنه مستعد لحل دبلوماسي لإنهاء هذا الملف.

وأشار ساعر إلى ما وصفها بالتهديدات الإقليمية الناجمة عن البرنامج النووي الإيراني، وتأثير سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب السابقة تجاه إيران، إلى جانب مخاوف الاحتلال من تصاعد النفوذ الإيراني في المنطقة.

ورداً على تساؤلات الصحيفة حول ما إذا كان مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يسعى لإبرام اتفاق نووي مرن على غرار اتفاق إدارة باراك أوباما مع إيران، قال ساعر إن ويتكوف أكد في منشور له عبر منصة "إكس" أنه يسعى لتفكيك المشروع النووي الإيراني بكل مكوناته، سواء في مجالات التخصيب أو التسليح.

وأضاف ساعر: "الإدارة الأمريكية الحالية تبدو ملتزمة بجدية بهذا الملف، وهو أولوية على جدول أعمالها، والمهم في نهاية المطاف هو الهدف: لا يمكن السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي".

وحذر ساعر من أن الخطر النووي الإيراني لا يهدد الاحتلال وحده، معتبراً أن "السماح لأحد أكثر الأنظمة تطرفاً في العالم بامتلاك أخطر سلاح في العالم هو تهديد عالمي".

وقال: "صواريخ إيران قادرة اليوم على الوصول إلى أوروبا، وإذا امتلكت أسلحة نووية، فإن المنطقة بأكملها ستدخل سباق تسلح نووي، حيث سترغب دول مثل السعودية ومصر وتركيا في الحصول على السلاح ذاته، ما سيؤدي إلى عواقب كارثية على أمن المنطقة والعالم".

وتابع ساعر: "بالنسبة للاحتلال، فإن التهديد من النظام الإيراني يشكل مسألة وجودية"، مشيراً إلى أن إيران ووكلاءها هاجموا الاحتلال مرتين بمئات الصواريخ، ويقودون نشاطاً لزعزعة استقرار المنطقة من خلال جماعات مثل حزب الله، وحماس، والحوثيين.

وأضاف: "إذا كانت إيران تقوم بكل ذلك بدون امتلاك سلاح نووي، فماذا ستفعل إذا امتلكت مظلة نووية؟".

وبخصوص تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" الذي أفاد بأن الاحتلال خطط لتنفيذ ضربة ضد إيران في مايو المقبل، لكنها أُحبطت بسبب تدخل ترمب، نفى ساعر وجود أي قرار بهذا الشأن، قائلاً: "أنا عضو في مجلس الوزراء الأمني، ولا أذكر أن قراراً كهذا قد اتُخذ".

وأكد ساعر أن الاحتلال لا يمانع في حل دبلوماسي إذا كان من شأنه منع إيران من امتلاك سلاح نووي، لكنه حذر من إمكانية تحايل طهران قائلاً: "لا يمكن الوثوق بالتزامات إيران، فهي تستخف بتعهداتها الدولية، وقد تسعى إلى اتفاقات جزئية لتجنب التوصل إلى اتفاق شامل وحقيقي".

وأوضح أن سلطات الاحتلال تجري مشاورات مباشرة مع الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية حول الملف الإيراني، داعياً إلى استثمار "الوضع الضعيف نسبياً" لإيران حالياً لفرض حل يمنعها من امتلاك قدرات نووية، دون إتاحة المجال أمامها لكسب الوقت أو المماطلة.