مواطنو عدن يطالبون المجلس الانتقالي بتحرك عاجل لمواجهة التحديات الصحية بعد تأخره في معالجة الأوضاع - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

شهدت العاصمة عدن حالة من السخط والاستياء بين أوساط المواطنين، الذين وجهوا انتقادات حادة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي بسبب ما وصفوه بـ"التقصير والتأخر" في التعامل مع الوضع الصحي المتدهور الذي تشهده المدينة.

وجاء هذا الغضب على خلفية استمرار انتشار الحميات الموسمية التي فاقمتها تجمعات المياه الراكدة الناتجة عن الأمطار الغزيرة، مما أدى إلى تفشي الأمراض والأوبئة بشكل ملحوظ.

في هذا السياق، التقى الأستاذ عصام عبده علي ، نائب رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الاثنين، الدكتور أحمد مثنى البيشي ، مدير عام مكتب الصحة والسكان في عدن، في محاولة لتدارك الوضع الصحي المتردي ومناقشة سبل تقديم حلول عاجلة للتحديات القائمة.

وحضر اللقاء الأستاذ نصر هرهره ، مقرر الجمعية الوطنية، حيث تم التركيز على الوضع الصحي الراهن وأبرز العقبات التي تواجه القطاع الصحي في المدينة.

وخلال الاجتماع، أكد الأستاذ عصام عبده علي أن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تضع الملف الصحي في مقدمة أولوياتها، مشدداً على أهمية تعزيز الجهود لتحسين مستوى الخدمات الصحية وحماية المجتمع من الأوبئة المنتشرة. غير أن هذه التصريحات لم تلقَ استجابة إيجابية من قبل المواطنين، الذين عبروا عن استيائهم من "التحرك المتأخر" للمجلس الانتقالي، معتبرين أن الأوضاع الصحية كانت تستدعي تدخلاً عاجلاً منذ فترة طويلة.

وأشار عدد من المواطنين إلى أن تجمعات المياه الراكدة أصبحت بيئة خصبة لتكاثر البعوض والحشرات الناقلة للأمراض، ما أدى إلى زيادة معدلات الإصابة بالحميات المختلفة، ومع ذلك لم يتم اتخاذ خطوات عملية لحل المشكلة سوى في الأيام الأخيرة.

وقال أحد المواطنين: "انتظرنا طويلاً تحركاً جاداً من المجلس الانتقالي، لكن للأسف لم نرَ أي مبادرات فعلية إلا بعد تفاقم الأوضاع".

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد مثنى البيشي أن الحميات الموجودة حالياً تدخل ضمن الإطار الطبيعي الموسمي، وأن الحالات المسجلة حتى الآن لا تدعو إلى الذعر.

وأكد أن الشائعات المتداولة بشأن تفشي الحميات بشكل مخيف لا تستند إلى وقائع ميدانية، بل تهدف إلى إثارة البلبلة وزعزعة الاستقرار النفسي لدى المواطنين.

ومع ذلك، شدد على ضرورة تعزيز التعاون بين الجهات الصحية والمجتمع المحلي لتنفيذ حملات الإصحاح البيئي والحد من انتشار الأمراض.

ورغم تلك التصريحات، يرى المواطنون أن تصريحات المسؤولين لا تكفي لمعالجة الواقع المرير الذي يعيشونه، حيث عبر البعض عن قلقهم من تزايد الحالات المرضية دون وجود تدخلات سريعة وفعالة.

وقالت إحدى المواطنات: "نحن نعاني يومياً من نقص الأدوية وتدني مستوى الخدمات الصحية، واليوم فقط بدأ الحديث عن حلول.. أين كنتم طوال الفترة الماضية؟".

وفي محاولة لتهدئة الغضب الشعبي، دعا الأستاذ عصام عبده علي المواطنين إلى التفاعل الإيجابي مع الجهات الصحية والتعاون معها، محذراً من خطورة الشائعات والمعلومات المغلوطة التي قد تؤدي إلى إرباك المجتمع.

كما أكد أن المجلس الانتقالي لن يدخر جهداً في دعم القطاع الصحي وتوفير الاحتياجات اللازمة لتحسين مستوى الخدمات.

إلا أن هذه الدعوة جاءت متأخرة بالنسبة للكثيرين، الذين يرون أن الوقت قد حان للمجلس الانتقالي لإظهار جدية أكبر في التعامل مع الأزمات الإنسانية والصحية التي تعاني منها العاصمة عدن.

ويؤكد المواطنون أنهم يتطلعون إلى خطوات عملية واضحة وسريعة لمعالجة الأوضاع المتردية، وليس مجرد تصريحات إعلامية.

ختاماً، يبقى القطاع الصحي في عدن أمام اختبار حقيقي، حيث يتطلب الأمر تحركاً عاجلاً وفعالاً من كافة الجهات المعنية لاستعادة ثقة المواطنين وضمان توفير بيئة صحية آمنة لهم.

وفي ظل الانتقادات المتزايدة، يتحتم على المجلس الانتقالي الجنوبي أن يثبت جديته في معالجة الأزمات المتفاقمة، خاصة في ظل ما تعانيه البلاد من تحديات متعددة تتطلب تضافر الجهود لتجاوزها.

أخبار ذات صلة

0 تعليق