عبر الخبير العسكري السعودي اللواء المتقاعد أحمد الفيفي عن استغرابه وسخريته من إعلان جماعة الحوثيين في اليمن، فرض ما أسمتها "عقوبات صارمة" على شركات أمريكية كبرى، وذلك ردًا على الغارات الجوية التي تنفذها القوات الأمريكية ضد مواقع الجماعة في اليمن.
كما يأتي هذا الإعلان بعد تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين كـ"منظمة إرهابية أجنبية"، مما زاد التوتر بين الطرفين.
وفي تصريح لاذع، قال اللواء الفيفي: "عقوبات صارمة حوثية على الشركات الأمريكية.. حد يفهمنا هذا الخبر؟!!" . وأضاف أن هذا الإعلان يبدو وكأنه محاولة غير جدية لاستعراض القوة والتأثير، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تفتقر لأي أساس عملي أو قانوني يمكن أن يؤثر على الاقتصاد الأمريكي أو الشركات المستهدفة.
ويأتي تعليق الفيفي بعد ظهور مهدي المشاط، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، في مقطع فيديو نُشر يوم أمس، حيث توعد بفرض عقوبات لم يحدد طبيعتها أو آليات تنفيذها على شركات نفط وأسلحة أمريكية.
وأكد المشاط أن هذه الخطوة تهدف إلى الرد على ما وصفه بـ"العدوان الأمريكي المتواصل" على اليمن، معتبرًا أن تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية يمثل "قرارًا سياسيًا مجحفًا".
خلفية القرار الحوثي
الإعلان الحوثي يأتي في سياق تصعيد متبادل بين الجماعة والولايات المتحدة، حيث كثّفت واشنطن خلال الأشهر الأخيرة غاراتها الجوية ضد مواقع الحوثيين، وخصوصًا تلك المرتبطة بالهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وهجمات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية التي تستهدف السعودية والإمارات.
وتعتبر الولايات المتحدة أن الحوثيين يشكلون تهديدًا إقليميًا كبيرًا، خاصة مع دعمهم المستمر من قبل إيران.
غير أن المحللين يرون أن الحوثيين يفتقرون إلى أي أدوات فعلية للتأثير على الاقتصاد الأمريكي أو الشركات الكبرى.
وأشار العديد منهم إلى أن مثل هذه التصريحات قد تكون مجرد محاولة لإظهار قدرة الجماعة على الرد، رغم ضعف مواردها الاقتصادية والعسكرية مقارنة بالولايات المتحدة.
تعليق الفيفي: محاولة بائسة للتضليل
في تعليقه، أكد اللواء الفيفي أن الحوثيين يحاولون من خلال هذه التصريحات "تضليل الرأي العام الداخلي وإظهار أنفسهم كقوة قادرة على مواجهة أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم".
وأوضح أن الجماعة لا تمتلك أي وسائل فعلية لفرض عقوبات ذات تأثير حقيقي، سواء من خلال العزلة الاقتصادية أو الضغوط السياسية.
وقال الفيفي: "ما هي الآلية التي سيستخدمها الحوثيون لمعاقبة شركات أمريكية؟ هل سيمنعونها من دخول أسواقهم؟ أم سيقومون بمصادرة أصولها في اليمن؟ الأمر يبدو أقرب إلى مسرحية هزلية منه إلى خطوة جدية" .
ردود فعل محلية ودولية
من جانب آخر، لم يتلقَ إعلان الحوثيين أي اهتمام دولي يُذكر، حيث ركزت الأوساط السياسية والإعلامية على الغارات الأمريكية الأخيرة وما تمثله من رسالة واضحة لجماعة الحوثيين.
وفي الداخل اليمني، اعتبر البعض أن هذه التصريحات الحوثية ليست سوى محاولة لتعزيز شرعيتهم أمام أنصارهم، بينما شكك آخرون في جدية هذه الخطوة واعتبروها مجرد "شو إعلامي".
مستقبل التصعيد
وسط هذا التصعيد المستمر، يبقى السؤال حول مدى قدرة الحوثيين على الاستمرار في مواجهة الضغوط الدولية والمحلية. وعلى الرغم من إعلاناتهم "الراديكالية"، فإن الواقع يشير إلى أن الجماعة تعاني من أزمات داخلية متزايدة، بما في ذلك تراجع الدعم الشعبي وصعوبات اقتصادية كبيرة.
ختامًا، يبدو أن تصريحات الحوثيين بشأن فرض عقوبات على الشركات الأمريكية لن تتجاوز حدود الكلام، وأنها ستظل مجرد محاولة لإظهار قوة غير موجودة على أرض الواقع. وبينما يستمر التصعيد العسكري والسياسي، تبقى الأوضاع الإنسانية في اليمن الأكثر تضررًا من هذا النزاع المستمر.
0 تعليق