تراجعت أسعار الذهب بأكثر من 1 بالمئة، الجمعة، متأثرة بمؤشرات على انفتاح الصين على تخفيف تصعيدها الجمركي مع الولايات المتحدة، في خطوة قلّصت الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل التوترات التجارية العالمية.
فبحلول الساعة 08:12 بتوقيت غرينتش، انخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.52 بالمئة إلى 3,297.74 دولار للأونصة، كما تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.27 بالمئة إلى 3,306.16 دولار للأونصة.
بكين قد تتراجع عن بعض الرسوم
الضغط على أسعار الذهب جاء عقب تقارير تفيد بأن الصين تدرس إعفاء بعض الواردات الأميركية من الرسوم الجمركية البالغة 125 بالمئة.
وقد طلبت السلطات من الشركات تقديم قوائم بالسلع التي يصعب الاستغناء عنها، في ما اعتُبر أقوى إشارة حتى الآن على أن بكين تشعر بوطأة التداعيات الاقتصادية للحرب التجارية المستمرة مع واشنطن.
وبحسب تقرير نشرته بلومبرغ، فإن وزارة التجارة الصينية تُجري تقييمًا داخليًا للسلع المؤهلة للإعفاء، في وقت تتصاعد فيه الضغوط على المصدرين الصينيين جراء تباطؤ الطلب الأميركي، وضعف الإنفاق المحلي، ومخاوف من انكماش اقتصادي داخلي.
ترامب ينفي.. والصين ترد
في سياق موازٍ، نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب صحة تصريحات صينية تؤكد عدم وجود مفاوضات بين الطرفين، مشيرًا إلى أن "اجتماعًا عُقد بالفعل صباح الخميس".
إلا أن وزارة الخارجية الصينية نفت ذلك بشكل قاطع، مرتين، الخميس والجمعة، مضيفة أن "لا مشاورات جارية بشأن الرسوم الجمركية".
وتعكس هذه التصريحات المتضاربة استمرار حالة الضبابية التي تطبع الحرب التجارية بين البلدين، ما يربك الأسواق العالمية ويطيل أمد التوتر.
الذهب تحت ضغط من الدولار والأسواق
أمام هذه التطورات، قال المحلل "يب جون رونج" لدى شركة IG إن "إشارات خفض التصعيد التجاري تضغط على الطلب على الأصول الآمنة كالذهب"، في حين ارتفع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.3 بالمئة، مما زاد من تكلفة الذهب بالنسبة لحاملي العملات الأخرى.
ورغم هذا التراجع، يبقى الذهب مرتفعًا بأكثر من 700 دولار منذ بداية العام، وكان قد سجل مستوى قياسيًا بلغ 3500.05 دولار الثلاثاء الماضي، مستفيدًا من الضغوط التضخمية وعدم اليقين الجيوسياسي.
أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى:
تراجعت الفضة 0.6 بالمئة إلى 33.37 دولار للأونصة. انخفض البلاتين 0.9 بالمئة إلى 961.85 دولار للأونصة. هبط البلاديوم بنسبة 1.7 بالمئة إلى 937.93 دولار للأونصة.نظرة الاحتياطي الفيدرالي وأثرها
في غضون ذلك، أشار مسؤولون في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى أنهم ليسوا في عجلة لتغيير السياسة النقدية، في انتظار مزيد من البيانات لتقييم تداعيات الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضتها إدارة ترامب على الاقتصاد المحلي.
هذا الترقب في السياسة النقدية، بالتزامن مع انفتاح محتمل في العلاقات التجارية بين أميركا والصين، قد يعيد تشكيل توجهات المستثمرين تجاه الذهب والأصول الأخرى خلال الأسابيع المقبلة.
0 تعليق