"ثنائية السلاح" في الدول.. هل باتت عنوانا للفوضى والانهيار؟ - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

في عالم تتزايد فيه صراعات السلاح على حساب استقرار الشعوب، تصبح ظاهرة "ثنائية السلاح" – بين شرعية الدولة وسلاح الجماعات الخارجة عنها – عنوانا بارزا للفوضى والانهيار.

في برنامجه، طرح الإعلامي عماد الدين أديب تساؤلا محوريا: لماذا تحتكر جماعات الإسلام السياسي – السنية والشيعية على السواء – حق امتلاك السلاح خارج سلطة الدولة الوطنية؟.

أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور معتز عبد الفتاح استعاد تعريف ماكس فيبر للدولة بأنها "الكيان الذي يحتكر العنف المشروع".

وأوضح عبد الفتاح أن وجود تنظيمات مسلحة موازية يهدد بانفجار داخلي يتحول إلى حروب أهلية مدمرة، كما شهدته دول مثل ليبيا واليمن وأفغانستان.

وأكد عبد الفتاح أن الجماعات الخارجة عن الشرعية تصنع كيانا موازيا يمتلك اقتصادا، وجيشا، وسياسة خارجية خاصة به، مما يجعلها فوق القانون والدستور.

السلاح باسم الدين.. قراءة فقهية

وفي مداخلة من القاهرة، شدد أستاذ الفقه المقارن الدكتور سعد الدين الهلالي على أن الشريعة ترفض أن تحتكر جماعة بعينها حق إعلان الحرب أو القتال.

وأوضح الهلالي أن قرار الحرب والسلم هو حصر لولي الأمر الشرعي، مضيفا: "لا يجوز أن تتعدد الجيوش أو السلطات المسلحة داخل الدولة، وإلا تفكك المجتمع وأُكل من داخله".

الهلالي أشار إلى أن كثيرا من الجماعات الدينية أساءت استخدام مفهوم "الجهاد"، وخلطت بين الدفاع المشروع والفوضى المسلحة التي تهدد الأوطان.

قراءة تاريخية.. الخوارج نموذجا

اللواء المتقاعد الدكتور عبد اللطيف الحميدان قدم قراءة تاريخية لظاهرة الجماعات المسلحة، مذكرا بكيفية انهيار الدولة العباسية بسبب تمردات الخوارج والميليشيات الخارجة على السلطة.

وأكد الحميدان أن الفوضى الناتجة عن انفلات السلاح كانت سببا مباشرا في سقوط الممالك الإسلامية الكبرى، مشددا على أن الجماعات الخارجة غالبا ما تنشأ في بيئات الفقر والتهميش وفقدان الثقة بالدولة، وتستغل الدين كشعارات للتعبئة السياسية.

الحالة الفلسطينية.. السلاح بين المقاومة والانقسام

في حديثه من فلسطين، قال اللواء أكرم الرجوب إن رفض حركة حماس تسليم سلاحها للسلطة الوطنية الفلسطينية ليس مجرد قرار عسكري، بل يرتبط برغبة حماس في الحفاظ على حكمها المنفرد في غزة.

وبيّن الرجوب أن هذا السلاح – الذي تذرعت به الحركة تحت عنوان مقاومة الاحتلال – تحول إلى عبء استراتيجي على الفلسطينيين، وأصبح ذريعة بيد إسرائيل لممارسة المزيد من العدوان، مذكرا بالحصيلة الثقيلة للدمار في غزة بعد 7 أكتوبر.

وشدد على أن: "منطق المقاومة بالسلاح لم يحمِ غزة، بل جلب عليها الويلات، وفتح الباب لمجازر طالت الأطفال والشيوخ".

واختتم عماد الدين أديب الحلقة بسؤال مفتوح: هل الاستمرار في التمسك بالسلاح خارج شرعية الدولة حماية للمقاومة أم دعوة إلى تدمير الذات، وهل تسليم السلاح للدولة الوطنية هو هروب أم شجاعة سياسية تحفظ حياة الشعوب وتعيد الاعتبار إلى مفهوم الوطن والدولة؟.

الحكمة السياسية، كما شدد أديب، تقتضي أن ندرك أن قوة الدولة لا تُبنى بتعدد البنادق، بل بتوحيد الراية تحت مظلة القانون والشرعية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق