عاجل

"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان والحصار على غزة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب محمد الجمل:


واصلت "الأيام" رصد المزيد من المشاهد من داخل قطاع غزة، مع استمرار التركيز على معاناة المواطنين، والأزمات التي تصاعدت مؤخراً، خاصة بفعل المجاعة، وتشديد الحصار، واستمرار مأساة النازحين.
ومن المشاهد التي رصدتها "الأيام"، مشهد تحت عنوان "الاحتلال يُسوّق أكذوبة انتهاء المجاعة"، ومشهد آخر يرصد تحوّل مدينة "أصداء" من مدينة ترفيهية إلى مخيمات للنازحين، ومشهد ثالث يوثق استمرار تدمير ما تبقى من قطاع الزراعة في غزة.

 

أكذوبة انتهاء المجاعة
رغم السماح بمرور بضع عشرات من شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة بصورة يومية، إلا أن المجاعة في القطاع مازالت مستمرة، وهناك عشرات الآلاف من المواطنين يتضورون جوعاً.
وباتت مصادر الطعام في قطاع غزة محصورة في أربعة مصادر؛ الأول شاحنات المساعدات القليلة التي تصل القطاع، وجميعها يتم اعتراضها خارج المدن، وسرقة محتوياتها، وفي تلك المناطق تحدث مجازر يومية، والمصدر الثاني طائرات المساعدات، حيث تلقي كميات قليلة جداً، ويحدث تناحر عليها، ولا يحصل على محتوياتها سوى الأقوياء، الذين يشهرون كل يوم أسلحة نارية وبيضاء للسيطرة عليها، والمصدر الثالث المساعدات الأميركية، وهي مواقع خطيرة، يتجنب غالبية المواطنين التوجه إليها، ومصدر رابع وهو الأسواق التي تصلها كميات محدودة من البضائع، وسعر السلع فيها مرتفع جداً، وخارج قدرة غالبية المواطنين.
ونفت وكالة الغوث الدولية "الأونروا"، والمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، ومؤسسات دولية ومحلية، انتهاء المجاعة أو تخفيفها، بخلاف ما يحاول الاحتلال ترويجه.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن إجمالي الشاحنات التي دخلت القطاع على مدار 14 يوماً بلغ 1,210 شاحنة مساعدات فقط من أصل الكمية المفترضة والبالغة 8,400 شاحنة، أي أن ما دخل يعادل حوالي 14% من الاحتياجات الفعلية، حيث يمنع الاحتلال إدخال شاحنات المساعدات بكميات كافية، ويواصل إغلاق المعابر، وتقويض عمل المؤسسات الإنسانية.
وأشار المكتب الإعلامي إلى أن قطاع غزة يحتاج يومياً إلى أكثر من 600 شاحنة مساعدات مختلفة لتلبية الحد الأدنى من احتياجات 2.4 مليون مواطن، وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية بفعل الحرب والإبادة المستمرة.
وأوضح أن جميع المنظمات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة، بما فيها برنامج الغذاء العالمي و"أوتشا" ومنظمة الصحة العالمية، وثّقت في تقارير رسمية أن مستويات الجوع وسوء التغذية في غزة وصلت إلى مراحل متقدمة من (المجاعة)، وأن مئات الشهداء، بينهم عشرات الأطفال، قضوا نتيجة الجوع ونقص الغذاء والدواء جراء إغلاق المعابر وفرض حصار شامل، ومنع إدخال الغذاء والمساعدات، وأن هذه شهادات دولية محايدة، وليست كما يدّعي الاحتلال بيانات لحكومة أو لحركة بعينها.
من جهتها، أكدت "الأونروا" أن ما يدخل قطاع غزة يومياً لا يتجاوز 40 شاحنة محمّلة بالمواد الغذائية، في حين أن الحاجة الفعلية هي إدخال ما لا يقل عن 600 شاحنة يومياً عبر طرق آمنة، مع تمكين "الأونروا" من توزيع المساعدات.
وشدد المتحدث باسم "الأونروا"، عدنان أبو حسنة، على ضرورة فتح المعابر، والسماح بعبور المساعدات الإغاثية إلى جميع أنحاء قطاع غزة، على نطاق واسع، وبكميات كافية، وبشكل مستمر دون انقطاع.

 

"أصداء" تتحول إلى مخيمات للنازحين
على مدار السنوات الماضية كانت "مدينة أصداء"، واحدة من أكبر وأهم المدن الترفيهية في قطاع غزة، وقد أقيمت على مساحة كبيرة، وكانت تضم حديقة حيوانات، ومدينة ألعاب، ومسابح للأطفال والكبار، عدا الجلسات العائلية.
وكانت العائلات في قطاع غزة تتوجه إلى "مدينة أصداء"، التي تقع في منطقة نائية شمال غربي محافظة خان يونس، بهدف الترفيه، لاسيما خلال فترات الأعياد، والعطل الرسمية. لكن وبسبب العدوان، تحولت المدينة المذكورة إلى أكبر مجمّع للنازحين، وعلى أرضها أقيمت آلاف الخيام، وتحولت ممراتها إلى أسواق صغيرة، يضع فيها الباعة بسطاتهم، بينما على رمالها الصفراء تفترش العائلات "بُسطها وحُصرها"، ليقيموا عليها بعد أن فروا من ويلات الحرب والدمار.
ورغم أن "مدينة أصداء" تقع ضمن ما تسمى "المناطق الإنسانية"، إلا أنها تتعرض للقصف والغارات بشكل مستمر، ولا يمر يوم دون سقوط شهداء وجرحى في الخيام التي أقيمت على أرضها.
وذكر المواطن حاتم عيسى من سكان "مدينة أصداء"، إنه زارها قبل الحرب أكثر من 5 مرات برفقة عائلته، وكانت تُمثل بالنسبة لهم مكاناً للترفيه والمتعة، ولم يتصوروا أبداً أن يأتوها نازحين، ويعيشون فيها أشهراً طويلة.
وأشار عيسى إلى أنه يستذكر أقفاص الحيوانات، والمسابح، والألعاب، وكل مكان في المدينة الترفيهية، لكن المكان الآن فقدَ رونقه وبهجته، وأضحى مكاناً للمعاناة والقهر، والجوع، والنزوح.
وأوضح أنه لم يعد يحلم بشيء سوى ترك هذا المكان، والعودة إلى منزله في رفح، فحتى لو وجده مُدمراً، سيقيم خيمة على أنقاضه، ويعيش قرب الجدران المدمرة، إلى جانب ذكرياته الجميلة.
بدوره، بيّن المواطن ياسر صبح أنه لم يتخيّل في حياته أن يعيش في هذا المكان الموحش، البعيد عن مركز المدينة، الخالي من الخدمات، فـ"مدينة أصداء" كانت لا تصلح سوى لرحلات قصيرة تدوم عدة ساعات، وهي منطقة غير صالحة للعيش، ورمالها مليئة بالحشرات والزواحف، وتحيط بها النفايات الصلبة، ونهارها شديد الحرارة، خاصة أن الخيام لا تقي المواطنين الحر الشديد.
ولفت صبح إلى أن أسوأ شيء أن يتحول مكان جميل، كان في الماضي مصدراً للفرح والسعادة، إلى مكان اجتمعت فيه كل أشكال المعاناة والقهر، وسيظل تذكاراً سيئاً لن ينساه كل من عاش في تلك المدينة نازحاً.

 

تدمير قطاع الزراعة
يواصل جيش الاحتلال تدمير ما تبقى من القطاع الزراعي في قطاع غزة، ويدمّر بشكل ممنهج الأراضي، ويُجرّف الأشجار، ويخرب البنية التحتية الزراعية.
ووفق تقارير دولية ومحلية، فقد تعرضت الأراضي الخصبة في شمال غزة وجنوبه، للتدمير أو الضرر بسبب تجريفها، أو جراء الغارات الجوية الإسرائيلية ما أدى إلى تدمير 94٪ من أكثر المناطق الزراعية إنتاجية في المنطقة.
وقال تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" إن 1.5% فقط من الأراضي الزراعية في قطاع غزة يمكن الوصول إليها جراء العدوان الإسرائيلي.
ووفق التقرير لا يستطيع المواطنون في غزة الآن الوصول إلا إلى 1.5% فقط من الأراضي الزراعية الصالحة للاستخدام والملائمة للزراعة، ورغم الانخفاض في الأراضي القابلة للزراعة إلى أن قوات الاحتلال استمرت في استهداف المناطق الزراعية منذ فرض حصار شبه كامل على المساعدات الإنسانية إلى غزة، في أوائل آذار الماضي.
وأدى النقص الحاد في الغذاء إلى ارتفاع حالات سوء التغذية وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير.
وحسب التقارير الدولية والمحلية، فإنه وقبل أن تبدأ الحرب قبل 22 شهراً، كان المواطنون في قطاع غزة يعيشون في مركز زراعي مزدهر، حيث كان المزارعون ينتجون مجموعة واسعة من الفواكه، والخضراوات، والحبوب للاستهلاك المحلي.
وتمثل الزراعة نحو 10% من اقتصاد غزة، وفقاً لبيانات منظمة الأغذية والزراعة، حيث يعتمد واحد من كل أربعة أشخاص على الأقل جزئياً على الزراعة أو صيد الأسماك.
وأفادت التقارير بأن الاحتلال استهدف البساتين، والدفيئات الزراعية، والأراضي الزراعية، ومصائد الأسماك الساحلية. ومنذ ذلك الحين دمرت قوات الاحتلال 86% من إجمالي الأراضي الزراعية في قطاع غزة.
ودفعت هذه النتائج المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) كو دونغ يو، إلى التحذير من أن غزة على شفا "مجاعة واسعة النطاق".
وقال دونغ يو إن "الناس يتضورون جوعاً ليس بسبب عدم توفر الغذاء، ولكن بسبب منع الوصول، وانهارت أنظمة الأغذية الزراعية المحلية، ولم تعد الأسر قادرة على الحفاظ حتى على أبسط سبل العيش".
وأضاف "غزة تحتاج بشكل عاجل إلى وصول إنساني آمن ومستدام ودعم فوري لاستعادة الإنتاج الغذائي المحلي، وذلك لمعالجة الأزمة ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق