ما زاد في تأجيج عاطفتي، موقف صدر عن ابنتي لمى، التي جاءتني لتشكو لي، من أخيها سلطان الذي يكبرها بثلاثة أعوام، وكما تعرفون شقاوة الأولاد على أخواتهم، جاءت لتقول لي: «هو الذي ضربني». في تلك اللحظة تحديداً، وبما أحمله على كتفي من أحزان منذ أيام العزاء، انفجرت مشاعر ظلت تنمو لخمسة عقود. إنها ذات اللحظة التي كنت فيها فيما مضى أهرب فيها إلى أبي من كل أحد يؤذيني؛ كونه لا سند لي سواه بعد الله. إنها لحظة أدركت فيها ماذا يعني الأب؟ ولكن عقب الرحيل إلى الأبد.
ربما تأتي كلمات الوفاء والعرفان متأخرة نوعاً ما عن مناسبة، ويغدو يوم الأب العالمي مناسبة نستعيد فيها المواقف الشجنيّة، ونبعث رسائل ربما لا تصل لآبائنا، لكن من الضروري بعثها، لعل أرواح الآباء تتلقاها. الأب لا تفي كل الكلمات بحق تقديره كما يجب. وماذا يمكننا أن نقول عمّن يبذل من عمره وزهرة روحه وثمرة قلبه من أجل أن يحيا أبناؤه آمنين؛ وإن تذكروه ففي مناسبة عابرة لبعض الوقت، ثم يعودون لانغماسهم في حياتهم ومشاغلهم على أمل إدراك يوم أبٍ عالمي قادم.
أخبار ذات صلة
0 تعليق