الجوع يدفع مواطنين لاقتحام مستودعات مؤسسات وتجار في غزة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب عيسى سعد الله:


دفع الخوف من الموت جوعاً آلاف المواطنين للهجوم على مستودعات بعض المؤسسات أملاً بالعثور على ما تيسر من مواد غذائية، خاصة الطحين.
وشكّل نفاد الطحين من المنازل ومنافذ البيع ومستودعات المؤسسات، مؤخراً، مصدر قلق شديد في صفوف الكثير من المواطنين، لاسيما في ظل الارتفاع الجنوني في الأسعار، وعدم وجود أي آفاق لقيام إسرائيل بفك الحصار وإدخال المساعدات والمواد التموينية.
وشهدت بعض مناطق مدينة غزة، الليلة قبل الماضية، تعدي مجموعات من المواطنين على "بركسات" ومستودعات غالبيتها العظمى فارغة من المساعدات أو المواد التموينية، لاسيما في أحياء الشيخ رضوان والزيتون والشاطئ، وسط إطلاق نار مكثف من الحراس.
وأفاد شهود عيان بسقوط عدد من الضحايا والجرحى خلال محاولة الهجوم على مستودعات ومخازن وكالة الغوث "الأونروا" في حي الصبرة وسط مدينة غزة.
وأوضح الشهود لـ"الأيام" أن المئات حاولوا اقتحام مخازن "الأونروا" التي تمتد على مساحة آلاف الأمتار المربعة، قبل أن يتصدى لهم الحراس الذين أطلقوا الأعيرة النارية لتفريقهم.
وبيّن هؤلاء أن عمليات الاقتحام التي طالت عدداً من "البركسات" والمخازن شهدت أعمال عنف وسقوط مواطنين من فوق الجدران وغيرها، مشيرين إلى أن معظم هذه "البركسات" لم تكن تحتوي الا على كمية قليلة جداً من المواد التموينية كانت مخصصة لتوزيعها على بعض المطابخ المجتمعية و"التكايا".
وعزا بعض المشاركين في هذه الاقتحامات عملهم بنفاد المواد التموينية خاصة الطحين، وعدم قدرتهم على شرائها من السوق المحلية بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار.
وقال المواطن إيهاب خضر إنه لا يستطيع شراء كيلو الطحين بأربعين شيكلاً، والسكر بسبعين شيكلاً، والأرز بخمسين شيكلاً، وزيت الطهي بثمانين شيكلاً.
وأوضح خضر لـ"الأيام" أنه قرر المشاركة في عمليات الاقتحام أملاً في توفير الحد الأدنى من الطعام لأطفاله الذين لن يجدوا الطعام بعد الآن.
وأشار الى توقفه عن الحصول على الخبز من إحدى الجمعيات التي كانت توزعه مجاناً على مئات الأسر في منطقة النفق وسط مدينة غزة.
ويشاركه الرأي محمود أبو حمدا الذي تمكّن من الحصول على كمية من البقوليات خلال مشاركته باقتحام أحد المخازن في حي الشيخ رضوان، مؤكداً أن الحاجة الماسة لتوفير الطعام دفعته للمشاركة في هذه الاقتحامات رغم إيمانه بأن هذا التصرف خطاً.
وبيّن أنه يفضل ان تتلوث سمعته عن تعرض أبنائه للموت جوعاً، محذراً من اتساع رقعة المشاركين في عمليات الاقتحام والسطو خلال الأيام القادمة، سواء على مخازن المؤسسات او التجار.
وقال أبو حمدا في أواخر الثلاثينيات من عمره: لم أتخيل أنني سأشارك بمثل هذه الأعمال، ولكن الخوف من الموت جوعاً دفعني ودفع الكثير من المواطنين للمشاركة عن قناعات، داعياً العالم الى التدخل الفوري لفتح المعابر، وتجنيب القطاع المزيد من الأحداث المأساوية.
وإثر هذه الأحداث المؤسفة اتخذ العديد من التجار إجراءات واحتياطات أمنية مشددة حول مخازنهم خشية تعرضها للنهب، على غرار ما حصل مع أحد التجار في مدينة غزة أول من أمس، وبدأ هؤلاء بتحصين المخازن والمبيت داخلها، ونقل السلع الى أماكن أكثر سرية.
وقد يدفع نفاد المواد التموينية والغذائية من مخازن المؤسسات بعض المجموعات والجائعين الى التعدي على مخازن التجار، لاسيما في ظل ارتفاع الأسعار وعدم قدرة الغالبية العظمى من المواطنين على شرائها.
ومن المتوقع أن تشهد أسعار جميع المواد التموينية بما فيها الخضراوات، ارتفاعات كبيرة خلال الأيام القادمة، مع توقف آخر مطبخ مجتمعي عن العمل في الثامن من أيار الجاري، حسب مصادر بمؤسسات أممية في قطاع غزة.
وتفرض إسرائيل حصاراً مشدداً على قطاع غزة منذ اليوم الأول من شهر آذار الماضي، وتمنع إدخال أية مساعدات او أدوية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق