أهالي القرى المهجّرة ينظّمون زيارات لها ضمن فعاليات إحياء ذكرى النكبة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

القدس - وكالات: نظمت عشرات اللجان الشعبية وأهالي القرى المهجّرة، أمس، زيارات ميدانية إلى أكثر من ثلاثين قرية فلسطينية هجّرتها إسرائيل خلال أحداث النكبة الفلسطينية، ضمن سلسلة الفعاليات البديلة في أعقاب إلغاء مسيرة العودة التقليدية.
وشارك المئات من أبناء الشعب الفلسطيني داخل الخط الأخضر في الجولات، التي توزعت على قرى في الجليل والمثلث والساحل والنقب، في مواجهة مباشرة مع مشاريع طمس الذاكرة وشرعنة التهجير، بالتوازي مع زيارات عائلية لأهالي القرى المهجرة.
واعترضت الشرطة الإسرائيلية، أمس، الجولة إلى قرية صفورية المهجّرة، بزعم أنها مظاهرة غير قانونية، مطالبة بإنهاء الفعالية فوراً؛ علما أن الفعاليات تنظم بالتوازي مع ما يعرف بـ"يوم استقلال" إسرائيل.
وفي اللجون، انطلقت الجولات منذ ساعات الصباح الأولى، وبدأت بقراءة الفاتحة على أرواح الأجداد في المقبرة، قبل التوجه إلى المسجد والطاحونة، حيث رفع المشاركون شعارات تؤكد أن "العودة حق، وليست ذكرى".
وتشهد قرى مثل اللجون، مسكة، سحماتا، صفورية، الكويكات، معلول والبصة وإقرث، توافد عشرات العائلات إلى قراها وسط مشاركة لافتة من الجيلين الثالث والرابع للنكبة.
ويقول زياد محاجنة (82 عاماً) إن عمره كان خمس سنوات ونصف السنة عندما تم تهجيره من اللجون على يد "القوات الصهيونية" إبان النكبة الفلسطينية التي مر عليها 77 عاماً.
ويستذكر الثمانيني كيف هوجمت القرية "بالمدافع والرشاشات... ولم يكن أهالي اللجون يمتلكون سلاحاً للدفاع عن أراضيهم".
يشير الباحثون إلى أن القرية كانت قائمة على تل قليل الارتفاع في الطرف الجنوبي الغربي من مرج ابن عامر.
وتصادف يوم أمس، حسب التوقيت العبري، ذكرى تأسيس دولة إسرائيل قبل 77 عاماً. وغالباً ما يردّد الفلسطينيون أو من يطلق عليهم عرب إسرائيل، وهم أبناء وأحفاد 160 ألف فلسطيني ظلّوا في أراضيهم بعد قيام الدولة العبرية، "يومُ استقلالِهم، نكبتُنا".
وفي ذكرى النكبة، قام سكان اللجون بزيارة رمزية لقريتهم التي هُجروا منها، وقد توشح بعضهم بالكوفية الفلسطينية.
وللوصول إليها، سار المشاركون على طريق ترابي توزعت على جانبيه الزهور البرية والنباتات الشائكة.
ووسط القرية، وتحت أشجار السرو العملاقة، تجمع نحو 300 ممن بقوا أحياء من المهجرين ورددوا النشيد الوطني الفلسطيني واستمعوا لشروح عن القرية قبل التهجير.
يقول محاجنة إن أهله نسوه "بسبب الخوف والرعب" عندما هوجمت القرية، وعثرت عليه إحدى الجارات وأخذته إلى مدينة أم الفحم حيث يعيش اليوم معظم أهالي القرية الذين لا يمكنهم العودة إليها.
ويشرح محاجنة الذي غطى الشيب رأسه أن "أرض اللجون عبارة عن 34 ألف دونم زراعي، أقيمت فيها اليوم كيبوتسات" أي تجمعات زراعية إسرائيلية.
تشير المراجع التاريخية إلى أن اللجون احتلت قبل الأول من حزيران 1948 بقليل، أي بعد إعلان قيام دولة إسرائيل في 14 أيار 1948.
كانت أراضي اللجون مزروعة بأشجار التوت والتين التي تمكن أحفادها اليوم من تذوق بعض ثمارها خلال المسيرة والتقاط الصور بين أغصانها.
هذا العام، اضطرت جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين إلى الإعلان عن إلغاء مسيرة العودة السنوية التي تشارك في تنظيمها وكان من المفترض أن تكون لقرية كفر سبت في قضاء طبريا.
وعزت الجمعية سبب الإلغاء هذه السنة إلى "حملة تحريض عنصرية" وقيود "تعجيزية" فرضتها الشرطة الإسرائيلية.
وأعلن المنظمون عن "فعاليات بديلة" ومسيرات لكل القرى الفلسطينية التي تم تهجيرها إبان النكبة ومن بينها اللجون.
وقالوا إن الشرطة الإسرائيلية اتخذت "قراراً خاطئاً" بمنع المسيرة الرئيسة وجعلت سكان القرى المهجرة يعودون إليها.
يبدي فيصل محاجنة المهجر من اللجون أسفه لإلغاء "مسيرة العودة الكبرى. ويقول: "اعتدنا منذ أكثر من 20 عاماً أن نكون كل عام في قرية مهجرة، 20 إلى 30 ألفاً".
ويضيف إن "أعمال الشرطة العنصرية ازدادت هذا العام"، مشيراً إلى عدة شروط وضعتها الشرطة أمام المنظمين ومن بينها منع رفع الأعلام ومنها العلم الفلسطيني وأن لا يزيد عدد المشاركين على 500 شخص.
ويقول إن الشرطة أرادت إيصال رسالة "لا نريد منكم أن تخرجوا في هذه المسيرة".
ويضيف بألم: "حتى الأمور الأساسية لتذكر النكبة والمصيبة التي مر بها شعبنا، يريدون أن يمنعونا من القيام بها".
يعيش داخل إسرائيل 2,1 مليون مواطن عربي فلسطيني يحملون الجنسية الإسرائيلية، وجزء كبير منهم ممن نزحوا بشكل مؤقت خلال النكبة إلى قرى مجاورة.
وبعد إعلان قيام إسرائيل، لم يُسمح لهم بالعودة إلى قراهم الأصلية رغم وجودهم وأرضهم تحت حكمها.
سنّت إسرائيل العام 1950 قانون "أملاك الغائبين" الذي ينطبق من هُجّر أو نزح أو كان خارج حدود دولة إسرائيل، خلال الحرب، ويعود بأثر رجعي إلى 29 تشرين الثاني 1947.
وتعتبر أملاك هؤلاء، بمثابة "أملاك غائبين" تنقل ملكيّتها لدولة إسرائيل، ويديرها وصيّ تعينه الدولة، بحسب المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل - عدالة.
وهذا القانون هو الأداة الأساسية للسيطرة على أملاك اللاجئين وأملاك الوقف الإسلامي.
ويقول زياد محاجنة: "نحن أهل الأرض ولن نفقد الأمل" بالعودة إليها.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق