رائد برقاوي

تتباهى الدول الكبرى بما تحققه شركاتها حتى تكاد تكون بعض أسماء تلك الشركات هي المعيار الحقيقي للتقدم الاقتصادي. وإذا كانت الشركات ونجاحها هما الانعكاس لمدى الابتكار والتطوير، فإن ما توفره الحكومات من البنى التحتية يكون أحد عوامل ذلك النجاح.
الإمارات مثلها مثل الكبار في عالم الاقتصاد والأعمال، لا بل هي في المقدّمة بفضل رؤية فريدة للقيادة، تساهم مساهمة كبيرة في توجيه قطاع الأعمال قولاً وفعلاً، لتكون الشركات الإماراتية الكبرى خلاصة فكر ورؤية القيادة، التي لا تحتضن النجاح وتمهد له فحسب، وإنما تسهر على تفاصيل صناعته.
أمامنا في هذا المجال، نموذجان فريدان للشركات الإماراتية ذائعة الصيت، واللذان يعبران على أرض الواقع عن دور هذه الرؤية في صناعة النموذج، وقد صادف يوم الجمعة الفائت أن أعلنت هاتان الشركتان في نفس اليوم عن نتائج مالية وتشغيلية قياسية.
شركة «مبادلة للاستثمار» ومجموعة طيران الإمارات، عنوانان ناصعان للنموذج الإماراتي في البناء والتنمية خارج الحدود، فقد تحولتا خلال 4 عقود إلى شركتين عالميتين تمدان الجسور نحو الشرق والغرب، الأولى في الاستثمار والثانية في خدمات الطيران.
على مدى سنوات، نالت «مبادلة» شرف الاهتمام الخاص والمتابعة الدقيقة من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي قادها برؤيته للتنمية والتنويع الاقتصادي، وتبني الاستراتيجية القائمة على المعرفة والابتكار والاستثمار في الإنسان وتعزيز دور القطاعات الاقتصادية، باعتبارها أساس مسيرة التنمية والتطوير التي تشهدها دولة الإمارات.
أما طيران الإمارات، التي تطير في رحاب القارات الست، وقودها أحلام ورؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فقد أصبحت معياراً عالمياً للتميّز، ونموذجاً ملهماً لما يمكن أن تحققه شركة إماراتية طموحة.
حققت «مبادلة» نجاحات متواصلة، حتى باتت جزءاً لا يتجزأ من عدد كبير من المشاريع التنموية في الإمارات وخارجها، وبرئاسة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة الشركة، تجاوزت أصولها 1.2 تريليون درهم، بعدما زادت توظيف استثماراتها بنسبة 33.7% إلى 119 مليار درهم في نهاية 2024، بينما ارتفعت إيراداتها من الاستثمار وبيع الأصول 10% لتصل إلى 109 مليارات درهم.
وبرئاسة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، حلّقت طيران الإمارات إلى آفاق غير مسبوقة، لتختم السنة المالية 2024-2025، بأصول 182.6 مليار درهم للمجموعة، فيما قفزت الأرباح قبل الضرائب 18% إلى 22.7 مليار درهم وإيرادات قياسية 145.4 مليار درهم بزيادة 6%.
شركة «مبادلة» ومجموعة «الإمارات»، مثال على ما يمكن أن يتحقق عندما تتقدم رؤية القيادة في عالم الأعمال، وترسم مسارات النجاح المبنية على الأهداف التنموية.. مثال على ما لدينا في الإمارات من شركات عالمية في مختلف المجالات، من الموانئ والتجارة إلى النقل والمال والاستثمار، والصناعة والطاقة المتجددة..
«مبادلة» و«الإمارات» مثال حي لكل من يريد أن يؤسس أعماله، أو صناعته، على ما يمكن أن يتحقق في دولة الإمارات.