طولكرم - "الأيام": أكد رئيس الوزراء محمد مصطفى أولوية توفير الإيواء المؤقت للعائلات النازحة، مشدداً على أنه لن نقبل أن يكون هناك أي شخص أو عائلة دون مأوى، موجهاً في الوقت ذاته إلى ضرورة رفع جودة الخدمات الصحية، ودعم الاقتصاد وتوفير فرص التشغيل اللازمة، وكل ما يتعلق بتعزيز صمود المواطنين في محافظة طولكرم.
وقال مصطفى، في افتتاحية جلسة مجلس الوزراء بمقر محافظة طولكرم: "نجتمع اليوم في محافظة طولكرم، وقلبنا مثقل بذكرى النكبة التي تفصلنا عنها ثلاثة أيام، والتي تتجدد فصولها وشواهدها المعاصرة من قتل ونزوح وجوع في غزة والضفة الغربية، ولكننا أيضًا ممتلئون بالأمل بزوال الاحتلال والعدوان وأن تعود الأرض لأصحابها، والكرامة لأهلها".
وأضاف رئيس الوزراء أن "اجتماع الحكومة في طولكرم هو بالدرجة الأولى لإيصال رسالة من الرئيس لأهلنا في المحافظة بأننا معكم، قمنا وسنقوم بكل ما يمكن لإزالة هذه الغمة".
وخلال الاجتماع، وجه مجلس الوزراء، جهات الاختصاص برفع مستوى التنسيق فيما بينها للوقوف عند احتياجات العائلات النازحة، منوهاً بإعلانه في جنين الأسبوع الماضي عن تخصيص 5 ملايين شيقل كدفعة إسعافية لمساعدة العائلات النازحة و7 ملايين شيقل لمساعدة أصحاب المنشآت والقطاع التجاري بناء على عملية حصر الأضرار الاقتصادية التي أعدتها وزارة الاقتصاد الوطني بالتزامن مع تصميمها وتنفيذها برامج دعم اقتصادي للمؤسسات المتضررة، إضافة إلى توجه الحكومة لتقديم تسهيلات ضريبية للمتضررين في المحافظات المستهدفة.
وناقش المجلس جملة من القرارات، لافتاً إلى أن الحكومة أعدت موارد مالية لترميم البيوت المتضررة جزئياً بالسرعة الممكنة لعودة أصحابها للسكن فيها، بالتزامن مع مواصلة تحضير خطة إعادة الإعمار، ودعم القطاع الزراعي عبر تكثيف برامج دعم المزارعين وتوفير منح لـ 50 بئراً تجميعياً وتوزيع الأسمدة والبذار وشبكات الري وغيرها من احتياجات المزارعين، إلى جانب توفير مزيد من المخصصات الإغاثية للعائلات النازحة والمعوزة، وجملة من الإجراءات لإغاثة القطاع التجاري، وتوفير فرص التشغيل ودعم التعاونيات والجمعيات المختلفة.
وعلى صعيد رفع كفاءة الخدمات الطبية، قال المجلس إنه ستجري توسعة مستشفى ثابت ثابت بإضافة مبنى جديد بتكلفة 14 مليون شيقل متعدد الطوابق يشمل العناية المكثفة وأقسام الأورام وأمراض الدم وتوفير أجهزة طبية من بينها جهاز الرنين المغناطيسي ومشروع للطاقة الشمسية، وتشغيل المرحلة الثانية من مستشفى عتيل، وتمديد فترة السماح للتأمين الصحي منتهي الصلاحية، وتوفير العلاج المجاني للنازحين في مختلف مرافق وزارة الصحة.
ووجه المجلس وزارة الأشغال العامة والإسكان بتسريع إصلاح شارع جبارة الحيوي، بالتزامن مع مواصلة العمل على تأهيل طريق بلعا- دير الغصون وما سبقه من تأهيل طريق بلعا- كتابا، وعديد التدخلات الطارئة التي تتم بشكل يومي خاصة فتح الطرق وتهيئة البنية التحتية.
وأشار إلى توجيه وزارة الخارجية الدعوة لأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في فلسطين، لزيارة طولكرم وجنين ومخيماتهما يومي 19 و21 أيار الجاري، لفضح جرائم الاحتلال بحق العائلات التي أجبرت على النزوح عن منازلها، في الوقت الذي يستكمل فيه الاحتلال عملية هدم المنازل والبنايات وتدمير البنية التحتية والمنشآت التجارية.
ولفت الى جهود الحكومة لتوفير آلاف فرص التشغيل في المحافظة عبر مسارين أساسيين: برامج وزارة العمل وصندوق التشغيل، إلى جانب جهود وزارة الحكم المحلي وعبر صندوق دعم وإقراض البلديات بتوفير آلاف فرص التشغيل من خلال البلديات والمجالس القروية.
ونوه بإعداد الحكومة وعبر سلطة الطاقة والموارد الطبيعية، برنامجاً لتحسين جودة خدمات الكهرباء في محافظة طولكرم عبر توفير احتياجات إصلاح شبكات الكهرباء التي يدمرها الاحتلال بشكل متكرر إلى جانب حلول لأزمة الكهرباء خاصة في الصيف، من ضمنها دعم مشاريع طاقة متجددة واستكمال إجراءات لبناء المقطع الثالث من الخط الناقل للكهرباء بين محطة صرة ومحافظة طولكرم، وبناء محطة توليد إضافية ستعمل على توفير قدرات كهربائية لصالح المحافظة.
وعرضت الحكومة عدداً من الوزارات خططها المتداخلة والمشتركة خاصة في مسألة تقديم المساعدات الإغاثية للعائلات النازحة والتي تقودها وزارة التنمية الاجتماعية وتساهم فيها وزارة الأوقاف إلى جانب مختلف الشركاء الدوليين والخيرين من أبناء شعبنا.
ولفتت إلى عمل وزارة الداخلية على رفع جاهزية الدفاع المدني، وتوسعة نطاق خدماته لتشمل إمدادات الماء، والمساعدة في تجهيز أماكن الإيواء وعمليات إزالة الأنقاض، وتعامل مكاتب الوزارة بمرونة مع ملف إصدار وثائق بدل فاقد، وتوجيه الجمعيات المسجلة لدى الوزارة بتكثيف تدخلاتها في المساعدة في الإغاثة.
ونوه باستيعاب وزارة التربية والتعليم العالي مئات الطلبة النازحين من مدارس الوكالة وطلبة المدارس الحكومية الذين هجروا من منازلهم وتزويدهم بالكتب المدرسية والقرطاسية والزي المدرسي واحتياجات أخرى.
وأدان مجلس الوزراء التصعيد الإسرائيلي الخطير المتمثل باستئناف تسوية الأراضي في الأراضي المسماة "ج"، باعتبارها جزءاً من مخطط الاحتلال لضم أوسع للأراضي الفلسطينية بالتزامن مع عمليات استيلاء واسعة، وهدم المنشآت وتهجير السكان.
وفي سياق آخر، صادق المجلس على اتفاقية قرض حسن ضمن جهود الحكومة في تجنيد مصادر تمويل لإنشاء مستشفى خالد الحسن للسرطان، الذي سيمول كقرض حسن من البنك الإسلامي للتنمية- جدة، إضافة إلى منحة من صندوق الأقصى، والصندوق العربي للإنماء في الكويت، إلى جانب ما تم جمعه من تبرعات في فترة سابقة.
وصادق المجلس على اتفاقية تعاون بين وزارة التنمية الاجتماعية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشأن تنفيذ أنشطة دعم للتعافي الاجتماعي والاقتصادي في الضفة الغربية، والمصادقة على النظام المعدل لنظام المخصبات الزراعية، وبروتوكول نقل الحجاج براً وجواً إلى الديار الحجازية.
وكان سبق اجتماع مجلس الوزراء، عقد اجتماع تحضيري مع مؤسسات طولكرم كافة وفعالياتها الوطنية والشعبية لمناقشة احتياجات المحافظة الملحة والطارئة.
0 تعليق