طحن البقوليات.. محاولة جديدة في غزة لتخفيف حدة المجاعة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

غزة - "الأناضول": في ظل المجاعة المتفاقمة والنقص الحاد في المواد الغذائية الأساسية، يضطر المواطنون بقطاع غزة لطحن ما تبقى من بقوليات قليلة متوفرة لديهم لصناعة الخبز، بعد نفاد الدقيق نتيجة الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ آذار الماضي، في ظل حرب إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل في القطاع.
أمام إحدى مطاحن الحبوب بمدينة خان يونس جنوب القطاع، يصطف مئات المواطنين بطوابير طويلة، يحملون أكياساً من العدس والفاصولياء والفول وحتى المعكرونة، في مشهد يعكس معاناة شعب يبحث عن لقمة تسد جوع أطفاله وسط الحصار والمجاعة، وانهيار منظومة الحياة بالكامل.

 

في انتظار الحياة

وفي الزحام أمام المطحنة، يبرز حضور الأطفال بوجوه شاحبة وملابس بالية، وهم يحملون أكياساً صغيرة تكاد تسقط من أيديهم النحيلة، لطحن ما لديهم من حبوب على أمل الحصول على طعام يسد جوعهم.
وليست هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها المواطنون إلى طحن الحبوب لصناعة الخبز، إذ سبق لهم العام الماضي تحويل أعلاف الحيوانات وأوراق الشجر إلى طعام، في ظل المجاعة التي اجتاحت القطاع آنذاك واستمرت لأشهر في ظل الإبادة الإسرائيلية.
ورصد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان "وفاة 14 مسناً" في قطاع غزة خلال الأسبوع الماضي، نتيجة مضاعفات الجوع وسوء التغذية ونقص الرعاية الطبية، وهي ظروف تسببت بها إسرائيل بشكل مباشر عبر الإغلاق التام للمعابر ومنع إدخال البضائع والمساعدات الإنسانية، حسب بيان صدر عنه السبت الماضي.

 

البقوليات بدلاً من الدقيق

محمد أبو خاطر، صاحب المطحنة، قال: "في مبادرة بسيطة نطحن الحبوب مقابل مبلغ رمزي من المال، لمساعدة الأهالي الذين لم يعد لديهم دقيق".
وأضاف: "الناس تجلب ما تملك من البقوليات كالعدس والفول والأرز لطحنها وصناعة الخبز منها، في ظل غياب الدقيق، وإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات".
وأشار إلى أن بعض البقوليات التي تصلهم تالفة، لكن العائلات تأمل بالحصول على أي شيء يؤكل، موضحاً: "هناك من لم يتناول الخبز منذ يومين أو ثلاثة أيام".
ودعا أبو خاطر العالمين العربي والإسلامي إلى "التحرك الفوري لإنقاذ سكان غزة من المجاعة، وتوفير المساعدات الإنسانية".

 

مجاعة مستمرة

بالقرب من المطحنة، وقف الطفل محمد (6 أعوام) حاملاً كيساً من العدس والأرز والفاصولياء، وقال: "جئت لطحن العدس والرز لأنه لا يوجد خبز في البيت، نحن جائعون ولا يوجد طعام".
وأوضح الطفل أن المعابر مغلقة، وأن عائلته لا تقوى على تحمل الجوع، معرباً عن أمله في فتح المعابر سريعاً وإدخال المساعدات.
أما الطفل زين، فقال: "أحضرت الأرز والعدس والفول والفاصولياء لطحنها لأننا لا نملك دقيقاً".
وأوضح أن المعابر مغلقة والمساعدات ممنوعة، ولا خيار أمام عائلته سوى البقوليات.
وأشار إلى أنه وإخوته يعانون من الجوع منذ أيام، مع تواصل المجاعة التي تضرب القطاع المحاصر.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق