14 مايو 2025, 10:18 صباحاً
أكدت استشارية طب العائلة والتغذية بمملكة البحرين، الدكتورة بثينة عجلان، بأن السعودية حققت شوطا طويلا لتفعيل مبادرة «المستشفيات الصديقة للأطفال»، والتي تتضمن التشجيع على الرضاعة الطبيعية باعتبارها الغذاء الأمثل والأفضل للطفل بدلا من الحليب الصناعي، كاشفة بأن الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية كاملة ومن غير أي طعام آخر في أول ستة أشهر، أثبتت بعض الدراسات العلمية بأن المناعة تكون حتى ثلاثة أضعاف المعدل الطبيعي.
جاء ذلك خلال حديثها في ديوانية الأطباء في لقائها رقم 91 بعنوان (مستشفى صديق الطفل.. خطوة رائدة نحو طفولة صحية)، التي أقيمت مؤخرا بمدينة الخبر بحضور مؤسس الديوانية عبدالعزيز التركي وعدد من الكوادر الطبية والتمريضية والشخصيات الاجتماعية بالمنطقة الشرقية.
وأضافت «د. بثينة»، بأن معظم دول الخليج تفعل المبادرة كما أن الكثير من دول العام طبقت هذه المبادرة التي تماشي لتوزيعات منظمة الصحة العالمية لما تحققه من فوائد صحية لحث الأمهات على الرضاعة الطبيعية، لافتة بأن حليب الأم يعتبر معجزة بحد ذاته حيث يتضمن أكثر من 200 مكون ، كما أنه غني بالعناصر الغذائية المتكاملة، بالإضافة إلى احتوائه على مضادات للأكسدة ، ومن معجزات حليب الأم أيضا بأن درجة حرارته مناسبة للطفل وتتغير بحسب احتياجاته، بجانب أنه يحتوى على عناصر ومغذيات لاتقارن بأي حليب أخر ولايمكن تعويضه بالحليب الصناعي.
وأوضحت «د. بثينة»، بأن مبادرة "المستشفيات الصديقة للأطفال" أحدثت فارقا نوعيا في توعية الأمهات باستخدام الحليب الطبيعي، حيث تضمنت 10 خطوات تطبقها المستشفى كشرط للانضمام إلى المبادرة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن كافة هذه الخطوات تضمن توعية الأمهات بأهمية الرضاعة الطبيعية ودعمهن من بداية فترة الحمل.
وتطرقت «د. بثينة»، إلى تاريخ ظهور وانتشار التسويق غير الملائم للحليب الصناعي في الخمسينات والستينات، حيث تواكب مع هذا الظهور تراجع معدلات الرضاعة الطبيعية عالميا خاصة بعد دخول بدائل لحليب الأم إلى الأسواق مما تسبب في زيادة معدلات الإصابة بالعديد من الأمراض بين الأطفال.
وشهد اللقاء عددا من المداخلات حول الأسباب التي تعيق الأم عن الرضاعة حيث أجابت د. بثينة، بأن الموانع تتضمن الإصابة بمرض نفسي او الأمراض العضوية المشخص طبيا كمانع للرضاعة أو تناول أدوية تتعارض مع حليب الأم ، كما تحدث أحد الحضور عن الخطوات التي حققتها السعودية لدعم الرضاعة الطبيعية ومن بينها منح الأمهات ساعة رضاعة مدفوعة وفقا لقانون تم اقراره ، وفي سياق ردها عن سؤال حول متى يفسد حليب الأم؟.. أوضحت بأن «هذا الأمر اعتقاد خاطئ ومن الموروثات ، فحليب الأم لا يتأثر حتى لو كانت تعاني من التهابات»، كما أكدت في معرض إجابتها حول امكانية تخزين حليب الأم بأنه يمكن تخزينه بشرط الالتزام بشروط التخزين، كما يمكن أن يظل صالحا حتى لمدة عام لو تم تخزينه في ثلاجة التبريد.
وذكرت «د. بثينة»، في الختام، بأن الرضاعة الطبيعية تساعد الأم على الرجوع لقوامها الطبيعي، وعلى صحتها الطبيعية، وعودة الرحم إلى حجمه ومكونه الطبيعي، ويساعدها على حرق سعرات الحرارية، واستعادة صحتها، ويحسن حالتها النفسية، ويعزز الترابط النفسي بينها وبين الطفل وكل هذه الامور ستنعكس إيجابيا عليها.
وفي ختام اللقاء، قدم مؤسس الديوانية عبدالعزيز التركي درعًا تذكاريا لضيفة الديوانية د. بثينة عجلان، كما قدم رئيس النادي الأدبي د. محمد بودي، مجموعة من كتب اصدارات النادي الأدبية.
0 تعليق