دخلت صباح الثلاثاء قافلة الصمود التضامنية لكسر الحصار عن قطاع غزة، مدينة الزاوية الليبية (على بُعد 30 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس)، حيث قوبلت بحفاوة واستقبال كبير من السكان.
وتمكنت القافلة من العبور إلى الأراضي الليبية عبر معبر "رأس جدير" الحدودي بين تونس وليبيا، وذلك بعد توقفها لساعات بسبب إجراءات أمنية مشددة.
و سُمح للقافلة بالمرور بشرط تقسيمها إلى ثلاث مجموعات، بناءً على طلب حرس الحدود الليبي.
تفاصيل المسار والدعم اللوجستي
أوضحت الناشطة المدنية منى بن نصير، المشاركة في استقبال القافلة بالزاوية، أن المجموعة الأولى وصلت بالفعل إلى المدينة، فيما يُتوقع وصول المجموعتين المتبقيتين خلال الثلاثاء.
وأضافت بن نصير أن المنطقة العسكرية الغربية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية الليبية قد وفّرت مجموعة أمنية لمرافقة القافلة في تحركاتها داخل الأراضي الليبية.
ويشمل البرنامج المعد للقافلة في ليبيا إقامة المشاركين في مدينة الزاوية برعاية منظمات المجتمع المدني المحلية، على أن تستكمل القافلة رحلتها مساءً نحو مدينة زليتن (التي تبعد نحو 150 كيلومتراً شرق طرابلس).
وستقيم القافلة ليلة هناك قبل المرور عبر ميدان الشهداء وسط العاصمة طرابلس.
تحالف واسع لدعم غزة
يشارك في القافلة عدد من المنظمات الليبية الداعمة، منها: المنظمة الوطنية للعدالة المجتمعية والتنمية، منظمة القدس للإغاثة والتنمية، منظمة القدس قضيتنا، جمعية التراحم والتواصل الخيرية، حملة زليتن لدعم الأقصى، جمعية الرحمة الخيرية، مؤسسة وفاء للإغاثة والتنمية، منظمة حراك نفير، حملة قاطع وقاوم، ومؤسسة الرخاء الخيرية. تتركز هذه المنظمات في المناطق الغربية من ليبيا، بينما لم تُعلن حتى الآن مفوضية المجتمع المدني في بنغازي عن الجهات المشاركة في الحملة.
وتضم قافلة الصمود، التي انطلقت من العاصمة تونس، حوالي 15 حافلة و150 سيارة، وتتخذ مساراً يمر عبر مناطق الغرب الليبي، وصولاً إلى مدينتي سرت وبنغازي، ومن ثم إلى معبر السلوم الحدودي المشترك مع مصر، قبل التوجه إلى الحدود مع قطاع غزة.
انطلاق من تونس وهتافات التضامن
وانطلقت القافلة من تونس يوم الاثنين الماضي، حاملة نحو 1500 ناشط تونسي و200 جزائري وآخرين، بهدف كسر الحصار المفروض من قبل الاحتلال الإسرائيلي على غزة والمطالبة بإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين هناك.
وشهدت الساعات الأولى لانطلاقها تجمع مئات المواطنين في وسط العاصمة تونس لتوديع المشاركين، حيث رافق موكب القافلة حافلات وسيارات تحمل الأعلام الفلسطينية والتونسية، وسط هتافات تعبر عن التضامن مثل "لبيك يا أقصى".
منذ أكثر من أربعة أسابيع، تبذل "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين" جهودها في التنظيم اللوجستي للقافلة، حيث شارك في تنظيمها ناشطون من المجتمع المدني وسياسيون ونقابيون، إلى جانب كوادر طبية.
وأكد رئيس المنظمة التونسية للأطباء الشبان، وجيه ذكار، انضمام عشرات الأطباء إلى القافلة، حيث ساهموا في الجوانب اللوجستية، وتوفير المعدات الطبية، بالإضافة إلى سيارة إسعاف مجهزة لدخول قطاع غزة.
تصعيد الحصار والانتهاكات المتواصلة
تأتي هذه المبادرة ضمن حراك شعبي ودولي متصاعد لكسر الحصار على غزة ووقف الحرب المتواصلة، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وتهديد حياة أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من الجوع ونقص الدواء والتهجير القسري.
فجر الاثنين، أعلن "ائتلاف أسطول الحرية" أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اختطف المتضامنين الدوليين على متن السفينة "مادلين" التي كانت في طريقها إلى غزة، في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات، بعد اقتحام السفينة.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.
وبدعم أميركي، يرتكب الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 181 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.
0 تعليق