تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان صالح عبد الحي،أحد أهم رواد الغناء فى القرن 19 وأحد أعلام الغناء الشرقي الأصيل ،والذى يولد فى مثل هذا اليوم 16 أغسطس 1896،ونرصد تقرير عن الراحل فى السطور التالية .
صالح عبد الحي أحد أهم رواد الغناء فى القرن 19 ، و اطلق عليه اقرانه لقب "فارس الغناء التقليدي " لأنه كان يبدع وهو في صحبتهم فى غناء كل ما هو قديم وحتي الحانه الحديثة كانت تأخذ شكل القديم لأنه كان عاشقا للموشحات التي كان يغنيها ايضا لمجموعة اصدقائه الذي كان يسهر معهم و يطلق عليها لفظ "الصهبجية" وهم صحبة كانت تحيي الحفلات الساهرة حتى مطلع الفجر، وكان كل منهم له صنعته في الصباح، فمن أسمائهم يبين أنهم هواة، لهم حرفتهم البعيدة عن الفن أصلا وهم " البوشي ، البولاقي ، الحريري ، والمكوجي ، الطرابيشي ، الحلواني ، كريم الخياط ، محمود الخضري " وأحب الناس منه طريقته حتي اصبح من أعلام الغناء الشرقي الأصيل.
تضاربت المعلومات حول تاريخ ولادته فمنهم من يرجعها إلى 16 اغسطس عام 1889 ومنهم من يقول أنها كانت في عام 1896 ، أمضى نصف قرن كاملة في الغناء المتواصل وتتلمذ على يد عبده الحامولي وعبد الحي حلمي وسلامة حجازي ولم يكن في مثل علمهم بأصول الغناء وقواعد الإيقاع والأداء ولكنه لم يكن أقل منهم في موهبة الغناء.
امتاز بعذوبة الصوت وحلاوة النغمة وامتداد النفس وشدة الحرص على تقاليد الغناء الشرقي الأصيل ويمثل صالح عبد الحي الصلة الأخيرة بين عهدين منفصلين من عهود النهضة الفنية وهما عهد عبده الحامولي ومحمد عثمان وعهد أم كلثوم ورياض السنباطي الذي لحن له باقة من أجمل أغانيه.
البوشي البولاقي
تعلم صالح عبد الحي موازي الإيقاعات "الضروبات" وهي من أهم أسس الفن الموسيقي، وذلك من الحاج راشد والحاج خليل وعزوز الصهبجي، ومن الطريف أن الصهبجية كانت تغني كلاما غير موزون في الغالب، ولكنها كانت تتحايل على وزن الضروب في اللحن ببعض الآهات، فكانت بذلك تمهد لأداء الموشحات ذات الصيغة الصحيحة السليمة.
ثم جاءت الخطوة التالية في حياة صالح عبد الحي حين تتلمذ على يد محمد عمر عازف القانون الكبير في تخت يوسف المنيلاوي وتخت عبد الحي حلمي، خال صالح عبد الحي. بدا عبد الحي عمله الفني الجاد بغناء الموال، وبرع فيه، حتى سيطر على هذا اللون بالوسط الفني، واجتذب صوته الصادح الرنان جماهير المعجبين، وانتزع الصدارة من منافسيه أمثال: زكي مراد والد ليلى مراد ومنير مراد، والشيخ السيد الصفتي ومحمد سالم العجوز وعبد اللطيف البنا، ثم زاول صالح عبد الحي جميع أنواع القوالب الموسيقية الغنائية وتفوق على زملائه وأصبح نجم عصره.
كان صالح عبد الحي قويا، وحلو الصوت، وعاش حياة الأمراء والملوك، وكان صديقًا للملك فؤاد في سهراته، وسكن قصرًا على النيل وعمل لديه خمسة من الخدم وكان له حراس في جولاته ويسير في عربة تجرها الخيول.. لزوم الأبهة، ومثَّل في السينما مرتين الأولى بالغناء في فيلم "عاصفة على الريف" إخراج أحمد بدرخان، ثم قام بالتمثيل والغناء في فيلم "البؤساء" إخراج كمال سليم ، فظل الفارس الفرد في الغناء التقليدي حتي قبل رحيه في أوائل الستينات، وكان يغني بدون مكبر للصوت في الأماكن المفتوحة أو المغلقة، والسرادقات، حتى إذا ما ظهرت الإذاعات الأهلية، وبعدها إذاعة الدولة، فكانت فرحة كبيرة لمحبي فن صالح لكي يستمعوا إلى غنائه الذي لا يبارى، وظل هو الحارس الأمين لألحان عبد الرحيم المسلوب وعبده الحامولي ومحمد عثمان وأبو العلا محمد وغيرهم من أساطين التلحين والغناء.
ساهم عبد الحي في مجال المسرح الغنائي. فعندما اختلفت منيرة المهدية مع محمد عبد الوهاب عام 1927 أثناء تقديمها للمسرحية الغنائية "كليوبترا ومارك أنطوان"، دعت منيرة صالح عبد الحي لكي يقوم بدور انطونيو.
وبعد هذه التجربة، ألف فرقة مسرحية غنائية بأسمه عام 1929، ولحن له زكريا أحمد ومحمد القصبجي " ، ولكن كان المسرح الغنائي قد أفل نجمه ، وبدت الأزمة الاقتصادية العالمية تؤثر على الاقتصاد المصري، فتدهور المسرح الغنائي وحلت فرقة صالح عبد الحي المسرحية.
غنى صالح عبد الحي ألحان الملحنين القدامى والمحدثين الذين حافظوا على روح الغناء المصري الأصيل ومن اشهر اغانيه "ليه يا بنفسج" ، "يا حليم الله" ، "عصر الهوي" ، "أنا عاشق فؤادى" ، "ابوها راضى وانا راضى"ة ، "عشنا وشفنا" ، "حبك يا سلام" ، "جددى يا نفس حظك" ، "موشح صباح الخير" ، "موشح يا شادى الالحان" ، "على خده يا ناس 100 ورده" ، "اسمع"
لم يتزوج صالح عبد الحي وبالتالي لم ينجب، وعاش حياته طولا وعرضا للغناء ولنفسه حاملا راية الغناء المصري قديمه وحديثه، حفيظا على التراث العربي الأصيل.
وتوفي فى اوائل مايو عام 1962، وخرجت جنازته من منزله فى حدائق القبة، ولم يسر فيها فنان واحد، كما لم تذع الإذاعة المصرية أغنياته، بعد 50 قرن من النجومية، تاركًا مجموعة من الأغنيات الكلاسيكية العظيمة، وأهمها "ليه يا بنفسج"، وهو عنوان الأغنية التى استخذمه رضوان الكاشف فى فيلمه الذى قدمه فى تسعينيات القرن الماضى.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق