وفيما يلي بعض الكرادلة الذين يُطلق عليهم لقب "بابابيل" المرشحين لخلافة البابا فرنسيس، حسبما أفادت وكالة "رويترز".
جان مارك أفيلين، رئيس أساقفة مرسيليا، فرنسي، 66 عاما
يعرف في بعض الدوائر الكاثوليكية الفرنسية بلقب "يوحنا الرابع والعشرون"، في إشارة إلى تشابهه مع البابا يوحنا الثالث والعشرين، البابا الإصلاحي في أوائل الستينيات.
وأفيلين معروف بطبيعته الودية وسهولة تعامله، وميله لإطلاق النكات، وتقاربه الأيديولوجي مع فرنسيس، خاصة في قضايا الهجرة والعلاقات مع العالم الإسلامي.
ولد في الجزائر لعائلة من المهاجرين الإسبان الذين انتقلوا إلى فرنسا بعد استقلال الجزائر، وعاش معظم حياته في مرسيليا، المدينة الساحلية التي كانت ملتقى للثقافات والأديان لقرون.
في عهد فرنسيس، تقدم أفيلين في مسيرته المهنية، حيث أصبح أسقفا في 2013، ورئيس أساقفة في 2019، وكاردينال بعد 3 سنوات.
الكاردينال بيتر إردو، هنغاري، 72 عامًا
إذا تم انتخاب إردو، فسيُعتبر مرشحًا توافقيًا – شخصًا من المعسكر المحافظ الذي بنى جسورًا مع عالم فرنسيس التقدمي.
ويُعتبر محافظًا في اللاهوت، ويؤكد في خطاباته في جميع أنحاء أوروبا على الجذور المسيحية للقارة.
ومع ذلك، يُنظر إليه أيضًا على أنه براغماتي ولم يصطدم علنًا مع فرنسيس، على عكس رجال الدين الآخرين المتمسكين بالتقاليد.
في أزمة المهاجرين عام 2015، خالف دعوة البابا فرنسيس للكنائس لاستقبال اللاجئين، قائلاً إن ذلك سيُعتبر تهريبًا للبشر – مما جعله يبدو متماشيًا مع رئيس الوزراء الهنغاري القومي فيكتور أوربان.
وهو خبير في قانون الكنيسة، يتحدث الإيطالية والألمانية والفرنسية والإسبانية والروسية بطلاقة – مما قد يساعده في تحسين العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الروسية بعد التوترات الناتجة عن الحرب في أوكرانيا.
الكاردينال ماريو غريش، الأمين العام لسينودس الأساقفة، مالطي، 68 عاما
غريش من جزيرة غوزو الصغيرة، وهي جزء من مالطا أصغر دولة في الاتحاد الأوروبي، وعينه البابا فرنسيس ليكون الأمين العام لسينودس الأساقفة، وهو منصب رفيع في الفاتيكان.
في البداية كان ينظر إليه كمحافظ، لكنه أصبح حاملا لمشعل إصلاحات فرنسيس داخل الكنيسة لسنوات.
في عام 2014، دعا الكنيسة لتكون أكثر تقبلاً لأعضائها من مجتمع الميم ومبدعة في إيجاد طرق جديدة لمعالجة أوضاع الأسرة المعاصرة.
في عام 2018، تحدث عن كيفية استمتاعه بالتحديات التي تواجه الكنيسة، قائلاً: "نحن نمر بفترة من التغيير. وهذا بالنسبة لي أمر إيجابي للغاية".
الكاردينال خوان خوسيه أوميلا، رئيس أساقفة برشلونة، إسباني، 79 عامًا:
أوميلا رجل على غرار البابا فرنسيس. متواضع وطيب القلب، يعيش حياة بسيطة رغم لقبه الرفيع، مكرسًا مسيرته الكنسية للرعاية الرعوية وتعزيز العدالة الاجتماعية وتجسيد رؤية كاثوليكية رحيمة وشاملة.
ولد عام 1946 في قرية كريتاس في شمال شرق إسبانيا. بعد رسامته عام 1970، خدم ككاهن في عدد من الرعايا الإسبانية وقضى عامًا كمرسل في زائير، المعروفة الآن بجمهورية الكونغو الديمقراطية.
من عام 1999 إلى 2015، عمل عن كثب مع جمعية "مانوس أونيداس" الإسبانية، التي تكافح المجاعة والمرض والفقر في العالم النامي.
أصبح أسقفًا في عام 1996 وتمت ترقيته إلى رئيس أساقفة برشلونة في عام 2015. بعد عام واحد فقط، منحه فرنسيس القبعة الكاردينالية الحمراء – وهي خطوة اعتُبرت تأييدًا واضحًا لميول أوميلا التقدمية.
في عام 2023، دعا فرنسيس أوميلا للانضمام إلى مجلسه الاستشاري المكون من تسعة كرادلة لتقديم المشورة له بشأن قضايا الحكم.
الكاردينال بيترو بارولين، إيطالي، دبلوماسي في الفاتيكان، 70 عامًا:
يُعتبر بارولين مرشحًا توافقيًا بين التقدميين والمحافظين.
كان دبلوماسيًا في الكنيسة معظم حياته، وخدم كسكرتير دولة للبابا فرنسيس منذ عام 2013، وهو العام الذي تم فيه انتخاب فرانسيس.
المنصب يشبه إلى حد كبير منصب "رئيس الوزراء"، وغالبًا ما يُطلق على سكرتير الدولة لقب "البابا المساعد" لأنه يحتل المرتبة الثانية بعد الحبر الأعظم في هيكل الفاتيكان.
بارولين خدم سابقًا كنائب لوزير الخارجية في عهد البابا بنديكتوس السادس عشر، الذي عيّنه في عام 2009 سفيرًا بابويًا في فنزويلا، حيث دافع عن الكنيسة ضد محاولات الرئيس هوغو تشافيز لإضعافها.
كما يُعتبر المهندس الرئيسي لتقارب الفاتيكان مع الصين وفيتنام. وقد هاجمه المحافظون بسبب الاتفاق الذي أُبرم مع الصين حول تعيين الأساقفة في الدولة الشيوعية. لكنه دافع عن الاتفاق قائلاً إنه رغم كونه غير مثالي، إلا أنه حال دون حدوث انقسامـ وسمح ببعض التواصل مع حكومة بكين.
لم يكن بارولين يومًا منخرطًا علنًا أو بصوت مرتفع في ما يُعرف بـ"حروب الثقافة" داخل الكنيسة، والتي تتمحور حول قضايا مثل الإجهاض وحقوق المثليين، رغم أنه وصف ذات مرة تقنين زواج المثليين بأنه "هزيمة للبشرية".
وقد دافع عن سلطة الفاتيكان في مواجهة قرارات الكنائس المحلية، حيث انتقد محاولات في ألمانيا للسماح للكهنة بمباركة الأزواج من نفس الجنس. وقال إن الكنائس المحلية لا يمكنها اتخاذ قرارات تؤثر على الكاثوليك في جميع أنحاء العالم.
بارولين شخص هادئ الطباع، وإذا انتُخب، فسيُعيد البابوية إلى الإيطاليين بعد ثلاثة باباوات غير إيطاليين: يوحنا بولس الثاني من بولندا، بنديكت من ألمانيا، وفرانسيس من الأرجنتين.
دخل بارولين السلك الدبلوماسي للفاتيكان بعد ثلاث سنوات فقط من رسامته الكهنوتية في 1980، لذلك فإن خبرته الرعوية محدودة. لكن من العوامل التي تصب في صالحه أنه يتحدث عدة لغات.
الكاردينال لويس أنطونيو جوكيم تاغلي، فلبيني، 67 عامًا
غالبًا ما يُطلق على تاغلي لقب "فرنسيس الآسيوي" بسبب التزامه المشابه بالعدالة الاجتماعية. ولو تم انتخابه، فسيكون أول بابا من آسيا.
على الورق، يبدو أن تاغلي – المعروف بلقبه المحبب "تشيتو" – يمتلك كل المؤهلات التي قد تجعله بابا.
فمنذ رسامته كاهنًا عام 1982، اكتسب خبرة رعوية واسعة. ثم تولى مناصب إدارية كونه أسقف "إيموس" ثم رئيس أساقفة مانيلا.
البابا بنديكت عيّنه كاردينالاً في 2012.
وفي خطوة اعتبرها البعض تمهيدًا لمنحه خبرة فاتيكانية، نقل فرنسيس تاغلي من مانيلا في عام 2019 وعيّنه رئيسًا لذراع الإرساليات في الكنيسة، المعروفة رسميًا بـ"الدائرة من أجل التبشير".
تاغلي ينتمي إلى ما يُعرف بـ"رئة الكاثوليكية الآسيوية"، إذ إن الفلبين تضم أكبر عدد من الكاثوليك في آسيا. والدته فلبينية من أصل صيني، ويتحدث الإيطالية والإنجليزية بطلاقة.
بين عامي 2015 و2022، ترأس تاغلي "كاريتاس الدولية"، وهي اتحاد يضم أكثر من 160 منظمة كاثوليكية للإغاثة والخدمة الاجتماعية والتنمية حول العالم.
في عام 2022، أقال البابا فرنسيس جميع قيادة كاريتاس الدولية بعد اتهامات بالتنمر وإهانة الموظفين، وعيّن مفوضًا لإدارتها. وكان تاغلي قد أُبعد أيضًا عن منصبه، رغم أنه لم يكن مشاركًا في الإدارة اليومية التي كانت تحت إشراف مدير عام علماني.
عند إعلان هذا القرار، قال تاغلي في لقاء مع الاتحاد إن هذه اللحظة هي "وقت لمواجهة إخفاقاتنا". ويبقى أن نرى كيف سيؤثر هذا الحدث على حظوظه في أن يصبح بابا.
الكاردينال جوزيف توبين، رئيس أساقفة نيوآرك، نيوجيرسي، أميركي، 72 عامًا:
توبين، المولود في ديترويت كان قائدًا عالميًا سابقًا لإحدى الرهبانيات الكاثوليكية الكبرى المعروفة باسم "الرديمبتوريست"، وقد قضى وقتًا في عدة دول ويتقن الإيطالية والإسبانية والفرنسية والبرتغالية. كما أنه يتمتع بخبرة في دوائر الفاتيكان وفي المناصب الكنسية العليا داخل الولايات المتحدة.
خدم في الفاتيكان كنائب رئيس أحد المكاتب بين 2009 و2012، ثم عيّنه البابا بنديكت رئيسًا لأساقفة إنديانابوليس. وفي 2016، رقّاه البابا فرنسيس إلى رتبة كاردينال، ثم جعله رئيسًا لأساقفة نيوآرك.
في هذا المنصب، واجه توبين واحدة من أكبر فضائح الكنيسة الكاثوليكية في السنوات الأخيرة، بعد أن تم تجريد الكاردينال السابق تيودور مكاريك – أحد أسلافه – من الكهنوت بسبب اتهامات بالاعتداء الجنسي على الإكليريكيين.
نال توبين إشادة لطريقة تعامله مع الأزمة، بما في ذلك قراره بنشر تسويات مالية سرية أبرمتها الأبرشية مع ضحايا مكاريك.
توبين هو الأكبر بين 13 طفلًا، وقد صرّح بأنه يتعافى من إدمان الكحول. وهو معروف بموقفه المتسامح تجاه المثليين، وكتب عام 2017: "في الكثير من أجزاء كنيستنا، يشعر أفراد مجتمع الميم بأنهم غير مرحب بهم، مُستثنون، بل ومُشعَرون بالخزي".
الكاردينال بيتر كودوو أبياه توركسون، غاني، مسؤول فاتيكاني، 76 عامًا
من بدايات متواضعة في بلدة إفريقية صغيرة، صعد الكاردينال بيتر توركسون ليشغل مناصب بارزة في الكنيسة، ما يجعله مرشحًا جادًا ليكون أول بابا من أفريقيا جنوب الصحراء.
يجمع بين خلفية رعوية طويلة في خدمة التجمعات في غانا، وتجربة عملية في قيادة عدة هيئات فاتيكانية، إلى جانب مهارات تواصل قوية.
نشأ في واحدة من أكثر المناطق ديناميكية للكنيسة، في وقت تواجه فيه الكاثوليكية صعوبة في قلب أوروبا العلمانية، ما يعزز من مكانته كمرشح عالمي.
هو الابن الرابع بين عشرة أطفال، وُلد في "واساو نسوتا" فيما كان يُعرف حينها باسم "ساحل الذهب" في ظل الاستعمار البريطاني. كان والده عامل منجم ونجارًا، ووالدته تبيع الخضروات في السوق.
درس في معاهد كهنوتية في غانا ونيويورك، ورُسم كاهنًا عام 1975، ثم عاد ليُدرّس في معهد كهنوتي غاني، وتابع دراسات متقدمة في الكتاب المقدس في روما.
عيّنه البابا يوحنا بولس الثاني رئيسًا لأساقفة "كيب كوست" عام 1992، وبعد 11 عامًا جعله أول كاردينال في تاريخ غانا.
استمرت ترقياته في عهد البابا بنديكت، الذي استدعاه إلى الفاتيكان عام 2009 وعيّنه رئيسًا لـ"مجلس العدالة والسلام البابوي" الذي يروّج للعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والسلام العالمي.
في هذا الدور، أصبح من أقرب مستشاري البابا في قضايا مثل التغير المناخي، ولافتًا للأنظار من خلال مشاركته في مؤتمرات دولية مثل "دافوس".
في عام 2016، دمج البابا فرنسيس إدارة توركسون مع ثلاث إدارات أخرى، مما تسبب في ما اعتبره البعض صراعًا على النفوذ مع كاردينال آخر.
استقال توركسون من ذلك المنصب في 2021، وتم تعيينه لاحقًا ليرأس الأكاديميتين البابويتين للعلوم والعلوم الاجتماعية.
في عام 2023، صرّح لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أنه "يُصلي كي لا يُنتخب بابا"، لكن منتقديه يقولون إن ظهوره الإعلامي المكثّف يوحي بأنه يسعى ضمنًا للمنصب.
ماتيو ماريا زوبي، إيطالي، رئيس أساقفة بولونيا، 69 عامًا:
عندما تمت ترقية زوبي إلى رئيس أساقفة بولونيا عام 2015، وصفته الصحافة الإيطالية بـ"برغوليو الإيطالي" نسبة إلى البابا فرنسيس (خورخي ماريو برغوليو)، لتشابه التوجهات بينهما.
زوبي سيكون أول بابا إيطالي منذ عام 1978. ومثل البابا فرنسيس حينما كان يعيش في بوينس آيرس، يُعرف زوبي بأنه "كاهن الشارع"، يركّز على قضايا المهاجرين والفقراء، ولا يعير اهتمامًا كبيرًا للمظاهر أو البروتوكولات. يُفضل أن يُنادى بـ"الأب ماتيو"، ويستقل دراجة هوائية أحيانًا بدلاً من السيارة الرسمية.
في مدينة تشتهر بمنتجاتها من اللحوم، أثار زوبي الجدل حين تم تقديم "تورتيليني" خالية من لحم الخنزير في مناسبة دينية، احترامًا للمسلمين. واعتبر هذه المبادرة "تصرفًا طبيعيًا من الاحترام والمجاملة".
لو أصبح زوبي بابا، قد ينظر إليه المحافظون بارتياب. كما قد يُعارضه ضحايا الاعتداء الجنسي في الكنيسة، لأن الكنيسة الكاثوليكية الإيطالية التي يترأسها منذ عام 2022 كانت بطيئة في التحقيق والتعامل مع هذه القضايا.
زوبي مرتبط بشكل وثيق مع "جماعة سانت إيجيديو"، وهي منظمة كاثوليكية دولية للسلام والعدالة مقرها في حي ترستيفيري التاريخي في روما، حيث أمضى معظم حياته الكهنوتية.
تشتهر الجماعة بدورها الوسيط في اتفاق السلام الذي أنهى حربًا أهلية استمرت 17 عامًا في موزمبيق عام 1992، وكان زوبي أحد الوسطاء الرئيسيين.
وفي السنوات الأخيرة، شارك في جهود دبلوماسية باسم البابا فرنسيس، لا سيما بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، مركزًا على مبادرات إعادة الأطفال الذين تقول أوكرانيا إن روسيا قامت بترحيلهم إلى أراضيها.
زوبي روماني الأصل، له لهجة إقليمية واضحة وجذور كاثوليكية متينة. كان والده "إنريكو" محرر الملحق الأسبوعي لصحيفة الفاتيكان الرسمية "لوسيرفاتوري رومانو"، وعم والدته "كارلو كونفالونييري" كان أيضًا كاردينالاً.
0 تعليق