غزة: مجازر في كل مكان والأطفال ضحايا دائمون - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب خليل الشيخ:

 

كان أفراد عائلة "ارحيم" يغطون في النوم عندما حولهم صاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية استهدف منزلهم إلى جثامين، هم: ثلاثة بالغين وستة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين (3 إلى 12 عاماً).
بعد وقت قصير شرعت مركبات الإسعاف والدفاع المدني بنقل الضحايا إلى مستشفيي المعمداني والشفاء، قبل أن يعيد الاحتلال قصفه للمنزل بينما كان أحد المسعفين بداخله ما ادى إلى استشهاده.
قال "أبو محمود" شاهد عيان لـ"الأيام": استهدفت طائرات الاحتلال شقه في عمارة "دلول" في شارع 8 وسط حي الزيتون بمدينة غزة، ما تسبب باستشهاد العائلة وبعض الأقرباء الذين كانوا نازحين عندهم، لافتاً إلى أن جثامين الاطفال كانت ملقاه ومتناثرة في جميع أرجاء الشقة، ويغطي الغبار أجسادهم.
والشهداء هم: الشقيقتان هديل وياسمين حاتم إرحيم، والأشقاء: ساجد وزين وطالب محمد إرحيم ووالدهم، وأحمد وابنته روان إرحيم وأحمد يونس إرحيم.
"لم يكن هؤلاء يعلمون أنها النهاية عندما توجهوا للنوم وسط التخوفات من القصف المستمر طيلة ساعات الليل ويستهدف المنازل القريبة والمجاورة لشقتهم وغالبيتها خالية من السكان"، قال أبو محمود وهو يبكي بحرقة على فراقهم.
وتابع: غالبيتهم أطفال ناموا وهم يشعرون بالجوع، والاحتلال لا يتوانى عن استهداف الأطفال في كل مكان.
لم تقتصر جريمة الاحتلال على قتل هؤلاء المدنيين النائمين، لكنه واصل عدوانه وقصف الشقة السكنية مرة أخرى.
وقال أحد المسعفين الذي فضل عدم ذكر اسمه: توجهنا بأقصى سرعة للمنزل المستهدف ووجدنا فرصة مواتية لإنقاذ الجرحى وانتشال الشهداء، حيث لم يكن المنزل مدمراً بشكل كامل، وما هي إلا لحظات حتى قصفت الشقة مرة أخرى بصاروخ تسبب باستشهاد المسعف نوح الشغنوبي.
وأوضح أن المسعف الشغنوبي الذي قضى بينما كان يقوم بواجبه الوطني والإنساني جسّد رسالة عمل المسعفين وأفراد طواقم الدفاع المدني المستمرة منذ بداية العدوان، مؤكداً ان استشهاده لن يثنى المسعفين عن تأدية رسالتهم الإنسانية.
ونقل المسعفون الذين نجوا من القصف الثاني ضحايا المجزرة والتقطوا جثامينهم رغم الركام الذي امتلأ به المكان مستخدمين اغطيتهم التي كانوا يتغطون بها وهم نيام.
أثارت مشاهد هؤلاء الشهداء النازفة أجسادهم والملفوفين بأغطية النوم مشاعر المواطنين الذين كانوا يتفقدون جرحاهم من مجازر أخرى بين أروقة المستشفى، وأطلقوا صرخات تكبير واخرى مطالبة بوقف العدوان المستمر بحق الأطفال.
وتكفلت الطواقم الطبية بتقديم العلاج للجرحى الذين نجوا من الموت لكنهم لم ينجوا من الخوف والرعب الذي أصابهم.
وقالت المصادر: بعض الجرحى اصيبوا بصدمة نفسية عكستها الحركات اللاإرادية من أطرافهم رغم معاناتهم من جروح غائرة بها، مشيرة إلى أنه وصل نحو عشرة جرحى من العائلة نفسها تراوحت حالتهم بين بالغة ومتوسطة.
يذكر أن الشقة السكنية كانت تضم نحو 20 شخصاً من أصحابها والنازحين وسط ظروف نزوح صعبة وقاسية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق