"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان على غزة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

كتب محمد الجمل:


واصلت "الأيام" رصد وتوثيق مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي المُستمر على قطاع غزة، منها مشهد يرصد تداعيات الحَر المُبكر على النازحين في المواصي، ومشهد آخر يُوثق تحول قطاع غزة إلى حقل تجارب لأسلحة الاحتلال، ومشهد ثالث تحت عنوان: " الطحين الفاسد والمغشوش".

 

الحَر المُبكر يؤرق النازحين
ما زالت الأزمات والمشاكل تجتمع على النازحين في مخيمات غرب خان يونس ووسط القطاع، فإضافة إلى المجاعة والفقر، والموت الذي يلاحقهم كل يوم، جاء ارتفاع درجات الحرارة المُبكر، ليضيف عليهم أعباء جديدة.
فقد شهدت الأسابيع الماضية أكثر من موجة حارة، كان آخرها يوم الأربعاء الماضي، بعد أن لامست درجات الحرارة حاجز الـ40 مئوية، ما فاقم معاناة النازحين القاطنين في الخيام.
ومع دخول الربيع، وقرب حلول الصيف، تُحوّل أشعة الشمس الحارقة خيام النازحين إلى دفيئات تحتبس داخلها الحرارة، وتجعلها خلال ساعات النهار تشبه الأفران.
وإلى جانب مشكلة ارتفاع درجات الحرارة، ظهرت مشكلة أخرى، تتمثل في الذباب والحشرات التي تنتشر داخل الخيام بأعداد كبيرة، محوّلة حياة ساكنيها إلى جحيم.
كما ساهم ارتفاع درجات الحرارة، في خروج الزواحف من سباتها، إذ بدأت هذه الكائنات تتحرك بمختلف أنواعها وأشكالها، خاصة السامة، مثل الأفاعي، إضافة إلى حشرات سامة، منها العقرب، و"أم 44"، وغيرها، وبات يخشى النازحون على أطفالهم من لدغات هذه الحشرات، وتأثير الحر الشديد عليهم، خاصة أنه لا توجد أي أداة تبريد، لا مروحة ولا أي شيء آخر.
وقال المواطن خليل عايش، إنه ورغم معاناة سكان الخيام في فصل الشتاء، بسبب الرياح والمطر وانخفاض درجات الحرارة، إلا أن معاناة الصيف أكبر وأعمق، فالحرارة المُرتفعة تتسبب بأمراض جلدية في صفوف النازحين، وتؤدي إلى معاناتهم.
ويُنفذ متطوعون مبادرة لرش خيام النازحين بمبيد حشري للقضاء على الذباب والبراغيث، لكن دون جدوى، فمازالت الحشرات منتشرة.
بينما أكد أطباء ومختصون أن مشكلة ارتفاع درجات الحرارة داخل الخيام متشعبة، حيث يرتبط بها انتشار الذباب والحشرات بشكل كبير جداً كونها تفضل البيئة الحارة، ما يتسبب في زيادة الأمراض، وقد يتسبب في انتشار الأوبئة خاصة مع الاكتظاظ السكاني الكبير داخل مراكز الإيواء.
وحسب تقرير سابق لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن الحرارة تُفاقم المشاكل الأليمة الناجمة عن الحرب الإسرائيلية في غزة، خاصة في ظل شح المياه التي يعتمد الناس عليها، كما أن الطقس الدافئ يجلب الحشرات التي تساعد على انتشار الأمراض.

 

غزة حقل تجارب لأسلحة الاحتلال
بات قطاع غزة في ظل الحرب الإسرائيلية المُستعرة، حقلاً لتجريب مختلف أنواع الأسلحة من قبل شركات إسرائيلية وأميركية، فقد جرّب الاحتلال أنواعاً جديدة من الأسلحة ضد المدنيين العُزل، غالبيتها إن لم يكن جميعها، مُحرمة دولياً، ويحظر القانون الدولي استخدامها ضد المدنيين، بعضها جرى الكشف عنه أو معرفته، وأخرى لم يتم الكشف عنها حتى الآن.
ومن أبرز الأسلحة التي جرى تجريبها مؤخراً، كانت الطائرات المُسيّرة الانتحارية، التي يتم تحميلها بكميات كبيرة من المتفجرات، وحشوها بالشظايا والمواد الحارقة، حيث تُهاجم هذه الطائرات خيام النازحين، ومنازل، ما يؤدي إلى تمزق الجثامين وتفحمها، وانتشار حرائق في المواقع المُستهدفة، كما كشف الاحتلال مؤخراً عن استخدامه صاروخ أرض -أرض جديداً يسمى "بار"، وذلك لأول مرة في قطاع غزة.
كما أفرط الاحتلال باستخدام قنابل مجهولة، تتسبب بقتل وحرق المواطنين، واشتعال حرائق في الخيام، ونشر الموت على مساحات واسعة.
وذكر مدير عام الطب الشرعي والمعمل الجنائي في غزة الدكتور خليل حمادة، أن الاحتلال يستخدم بكثافة القنابل الثقيلة وأبرزها (MK-84) زنة ألفي باوند (حوالي ألف كيلوغرام)، وهي أميركية الصنع ومخصصة لاختراق التحصينات على أعماق كبيرة في باطن الأرض، ويجري استخدامها في أحياء ومناطق سكنية مكتظة، وتؤدي إلى دمار واسع، وقلما ينجو منها أحد، جراء ما ينتج عنها من "عصف انفجاري" هائل، ودرجات حرارة عالية جداً، ويصل تأثيرها لمسافة نحو 100 متر من بؤرة الاستهداف المباشر.
وأشار مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، إلى أن هناك شواهد وأدلة تؤكد استخدام الاحتلال أسلحة غير تقليدية، وأشد فتكاً، تتمتع بقدرة تدميرية هائلة، في إطار إستراتيجية إبادة شاملة تستهدف تدمير الإنسان والأرض معاً.
بينما ذكر المركز الفلسطيني للإعلام، أن "آلاف الشهداء قضوا بقنابل لا تعرف ماهيتها حتى الآن، لكنها تؤدي إلى إذابة الجثث وتبخرها جراء الحرارة العالية التي تنبعث عند وقوع الانفجار، وتحوّل الأجساد الواقعة في (عين الاستهداف) إلى ذرات صغيرة لا ترى بالعين المجردة، تتطاير وتذوب في الهواء والتربة".
وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن تجارب شركات صناعة الأسلحة والتكنولوجيات الحربية الإسرائيلية الناشئة "ستارتاب نايشن" تشهد توسعاً ملحوظاً، من خلال استخدامهم الحرب في غزة حقل تجارب لهذه الصناعات الفتاكة، إضافة إلى الانتعاش الكبير في أرقام معاملاتها، نظراً لارتفاع مبيعاتها للجيش الإسرائيلي.
وكتبت الصحيفة أن الحرب في غزة تُوفر فرص توسع في الميزانية العسكرية الإسرائيلية، وبالتالي تتيح فرصاً جديدة للشركات الناشئة في مجال الصناعات الحربية.
بينما قال الرئيس التنفيذي لشركة "ستارتاب نايشن" المتخصصة في الصناعات التكنولوجية، إن الحرب في غزة تمثل تحدياً لهذه التقنيات إلا أنه أقر بأنها "فرصة" لاختبار التقنيات الناشئة في هذا المجال.

 

الطحين الفاسد والمغشوش
دفعت المجاعة المُستشرية في قطاع غزة، وشح المواد الغذائية، خاصة الطحين، وارتفاع الأسعار، المواطنين للبحث عن الطعام في كل مكان، وهذا الأمر فتح باباً أمام بعض الباعة والتجار، لبيع الطحين المغشوش، بعد تعبئته في أكياس تحمل تاريخاً حديثاً.
ووفق متابعات "الأيام"، فقد انقسم الطحين المغشوش إلى 3 نواع؛ الأول طحين قديم وفاسد لا يصلح للاستخدام الآدمي، يتم تنخيله وتخليصه من الحشرات، وتعبئته في أكياس عليها تواريخ جديدة، وبيعه على أن صلاحيته سارية المفعول، والنوع الثاني من الغش، يتمثل في بيع طحين مخلوط بحبوب أخرى غير القمح، جرى طحنها، مثل العدس، والنوع الأخير من الغش وهو أخطرها، ويتمثل في خلط الطحين بالرمل الناعم، ومن ثم بيعه، على أن تكون الطبقة العلوية من الكيس طحيناً أبيض ناصعاً، لتسهيل عملية البيع، في حال طلب الزبون فتح الكيس وتفحص محتواه.
وقال المواطن إبراهيم عطا الله، إنه سمع عن تواجد طحين غرب مخيم النصيرات "تبة النويري"، وأسعاره معقولة، وهذا دفعه إلى مغادرة خان يونس بحثاً عن السلعة التي باتت شحيحة، وقد اشترى كيساً وزن 25 كغم مقابل 500 شيكل، وحين عاد إلى المنزل، وبدأت زوجته بتحضيره الطحين لإعداد الخبز، اكتشفت أنه مخلوط بالرمل.
وأكد عطا الله أنه سأل أكثر من شخص عن طريقة لفصل الطحين عن الرمل، ليعوض منه شيئاً لكن للأسف لا يوجد أي طريقة، فالرمل ناعم، وينزل من المنخل في حال جرى تنخيله.
وبيّن أنه توجه إلى المكان الذي اشترى منه الطحين، وبحث عن البائع، لكنه لم يجد له أي أثر، وسأل عنه بعض الباعة، ولم يعرفه أحد، مؤكداً أنه يشعر بالحزن وخيبة الأمل، فقد دفع مبلغ 500 شيكل، عدا المواصلات، حتى يؤمّن لأبنائه كيس طحين، لكنه جلب لهم الرمل!.
في حين قال الشاب خالد رجب، إنه وزملاءه في أحد المطابخ الخيرية جلبوا كمية من الطحين، لتجهيز الخبز وتوزيعه على النازحين بشكل مجاني، وخلال العمل اكتشفوا أن بعض الأكياس مخلوطة بطحين العدس، وهو عدس أحمر قام تجار بطحنه، وخلطه مع الطحين.
وأشار إلى أنهم تشاوروا ليجدوا حلاً في تلك الأكياس، وقرروا التريث وعدم عجنها، والبحث عن التاجر الذي باعهم إياها، واستبدالها، موضحاً أن غش الطحين تحول إلى ظاهرة للأسف، وعلى كل مواطن التريث والتدقيق قبل شراء الطحين.
وقال رئيس جمعية أصحاب المخابز في غزة عبد الناصر العجرمي، إن 95% من الدقيق نفد من قطاع غزة؛ والكمية المتبقية في منازل المواطنين لن تكفي لأيام قليلة؛ وبعدها سنكون أمام مرحلة تجويع غير مسبوقة في تاريخ المنطقة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق