ذهب لإحضار الدقيق لشقيقاته الجائعات فعاد شهيداً - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

 

كتب خليل الشيخ:


"كان رايح يجيب كيس طحين لخواته البنات اللي كانن يشعرن بالجوع الشديد منذ عدة أيام"، هكذا قال والد الشهيد فايز أبو سمرة (15 عاماً) وهو ينعى ابنه الوحيد، مع أربع بنات، الذي أصر على سد جوع شقيقاته بجلب الدقيق للمنزل.
وأضاف الأب المكلوم: "طلبت منه عدم المخاطرة بحياته والتعرض لطائرات وقذائف الاحتلال لتجنب مخاطر إطلاق النار نحوه، إلا أنه أصر على ذلك، تلبية لواجبه العائلي والإنساني في توفير الطعام للأسرة".
وتقطن الأسرة بظروف قهرية وصعبة في منزل شبه مدمّر في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وحسب أقرباء لأسرة "أبو سمرة" تحدثوا لـ"الأيام" فإن الأسرة تعاني من الجوع منذ فترة طويلة، وتفتقد للأصناف الغذائية الأساسية، مشيرين إلى أنهم كانوا بحاجة إلى بعض الدقيق المفقود في قطاع غزة.
ويوماً بعد يوم تزداد المجاعة وأزمة الغذاء الشديدة للأسر الغزية، في ظل استمرار الحصار التي تفرضه سلطات الاحتلال على القطاع منذ مطلع آذار الماضي، والذي تمنع بموجبه إدخال المساعدات الغذائية بكل أصنافها، لا سيما الدقيق، إلى غزة.
نقل مشيعون لجثمان الفتى "أبو سمرة" أنه قال عندما رفض الدعوات بعدم التعرض للخطر من طائرات ومسيّرات الاحتلال: "أنا أنسان ويجب عليّ أن أسد جوع شقيقاتي، فأنا لا أستحمل مشاهدتهن وهن يتضورن جوعاً".
والفتى "أبو سمرة" هو الوحيد لوالديه وشقيق لأربع طفلات جميعهن يعانين من المجاعة التي تضرب قطاع غزة.
تابع الأب وهو يتوسط بناته الطفلات اللواتي كن يبكين شقيقهن قبيل تشييعه إلى مثواه الأخير: "راح يجبلكن طحين عشان تاكلوا يا بابا"، وسط حالة بكاء ودموع لتختلط آلام الجوع الذي يشعرن به مع آلام فقدان شقيقهن الوحيد.
وبينت مصادر محلية أن طائرة من نوع "كواد كابتر" أطلقت قنبلة باتجاه الفتى "أبو سمرة" وأصابت شظاياها رأسه، وقتلته على الفور ليعود لأسرته محملاً على الأكتاف، بدلاً من أن يعود إليهم حاملاً كيس الدقيق.
"فجعت شقيقاته الأربع عند وصول نبأ استشهاده، وبدأن بالصراخ والعويل وسط حشد من المتضامنين مع العائلة"، حسب روايات شهود العيان.
وأشار أحد الشهود: "كن ينتظرن كيساً به كميه من الدقيق ويستعدن لصناعة الخبز الذي يشتهينه، لكنهن حصلن على كيس بداخله جثمانه الطاهر".
وقالت إحدى شقيقاته وهي تصرخ وتبكي على هامش مسيرة التشييع: "ياريتو ماراح ولا خاطر بنفسه وبنضلنا نستحمل الجوع"، معبرة عن حزنها الشديد لفقدانه.
وتلا استشهاد الفتى "فايز" بساعات فقط حادثة استشهاد المسن سليمان شمالي ونجليه أحمد وأمجد بصاروخين استهدفا منزلهم في منطقة "الشعف" شرق مدنية غزة.
ووفق روايات الشهود فإن أحد أبنائه توجه لتفقد منزلهم الذي نزحوا منه وجلب كيس من الطحين لمواجهة أزمة الغذاء، إلا أن الاحتلال قصف المنزل بصاروخ ما أدى إلى استشهاده.
وأوضحت مصادر محلية أن الوالد سليمان وابنه الثاني توجها لإنقاذه إلا أن الاحتلال قصف المنزل بصاروخ ثانٍ، ما أدى إلى استشهاد ثلاثتهم بينما بقي باقي أفراد الأسرة في خيمتهم ينتظرون الكيس الموعود من الدقيق.
وتواصل إسرائيل عدوانها على الغزيين بعد كسرها للهدنة في الثامن عشر من آذار الماضي، وتعمدت في سياق ذلك استهداف "تكايا" الطعام في مختلف مناطق القطاع، كان آخرها "تكية" توزع وجبات من العدس على النازحين في شارع البركة وسط مدينة دير البلح، ما أدى إلى استشهاد وجرح مجموعة من النازحين.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق